والصادق ع كان مكرما معظما عند بني مروان وبمثل ذلك عامله السفاح والمنصور.
وموسى بن جعفر ع كان مراعى الحال معروف القدر والمكانة رفيع المنزلة والمحل الذي جرى في حقه من الرشيد كان ينكره ويعتذر منه وما زال في حال حياته في زمن الهادي والرشيد على أتم ما ينبغي إلى أن جرى له ع ما جرى وأحضر الرشيد الشهود يشهدون أنه مات موتا ولم يقتل كل ذلك تفصيا من قتله وإنكار أن يكون أمر به.
وحال المأمون مع الرضا ع مشهورة فيما كان يعامله به من الإعزاز التام به والإكرام البالغ حتى زوجه بابنته وأوصى له بولاية عهده وأسخط لأجله أهل بيته وأولاده وبني أبيه وبني عمه وبذلك عامل ابنه أبا جعفر ع مع صغر سنه حتى زوجه بابنته أم الفضل وعرف محله وكان يشيد بذكر أبيه وذكره ويعلي ما أعلى الله من قدر أبيه وقدره ويرفعه في مجلسه على أهله وبني عمه وأولاده وقضاته.
وكان المتوكل يعظم علي بن محمد ع مع عداوته لعلي أمير المؤمنين ومقته له وطعنه على آل أبي طالب.
وكذلك كان المعتمد مع أبي محمد ع في إكرامه والمبالغة فيه هذا والأئمة الذين عددناهم في قبضة من عددنا من الملوك على الظاهر وتحت طاعتهم وقد اجتهدوا كل الاجتهاد في أن يعثروا لهم على عيب يتعلقون به في الحط من منازلهم وأمعنوا في البحث عن أسرارهم وأحوالهم في خلواتهم فعجزوا ولم يظفروا بشيء أصلا.
فعلمنا أن تعظيمهم إياهم مع ظاهر عداوتهم لهم وشدة محبتهم للغض منهم وإجماعهم على ضد مرادهم من إكرامهم وتبجيلهم منحة من الله سبحانه لهم ليدل بذلك على اختصاصهم منه جلت قدرته بالمعنى الذي يوجب طاعتهم على جميع الأنام وما هذا إلا كالأمور الغير المألوفة والأشياء الخارقة للعادة.
ويؤيد ما ذكرناه تسخير الله سبحانه الخلق لتعظيم من ذكرناه من الطوائف