قال حدثني جبرئيل أن ابني تقتله أمتي وأراني تربة حمراء.
وعن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبينة عن جده محمد بن عبد الرحمن قال بينا رسول الله ص في بيت عائشة رضي الله عنها رقدة القائلة (١) إذ استيقظ وهو يبكي فقالت عائشة ما يبكيك يا رسول بأبي أنت وأمي قال يبكيني أن جبرئيل أتاني فقال ابسط يدك يا محمد فإن هذه تربة من تلال يقتل بها ابنك الحسين يقتله رجل من أمتك قالت عائشة ورسول الله ص يحدثني وأنه ليبكي ويقول من ذا من أمتي من ذا من أمتي من ذا من أمتي من يقتل حسينا من بعدي.
وعن عبد الله يحيى عن أبيه وكان على مطهرة علي قال خرجنا مع علي (٢) إلى صفين فلما حاذانا نينوى نادى صبرا أبا عبد الله بشاطئ الفرات فقلت يا أمير المؤمنين ما قولك صبرا أبا عبد الله قال دخلت على رسول الله ص وعيناه تفيضان فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما لعينيك تفيضان دموعا أغضبك أحد قال بل قام من عندي جبرئيل فأخبرني أن الحسين يقتل بشاطئ الفرات فقال هل لك أن أشمك من تربته قلت نعم فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم تملك عيناي أن فاضتا.
وعن شهر قال سمعت أم سلمة حين جاء نعي الحسين لعنت أهل العراق وقالت قتلوه قتلهم الله غروه وذلوه لعنهم الله إني رأيت رسول الله ص جاءته فاطمة غدية ببرمة فيها عصيدة (٣) تحملها على طبق حتى وضعتها بين يديه فقال أين ابن عمك قالت هو في البيت قال فاذهبي فادعيه وائتيني ببنيه فجاءت تقود ابنيها كل واحد بيد وعلي يمشي على آثارهم حتى دخلوا على رسول الله ص فأجلسهما في حجره وأجلس عليا عن يمينه وفاطمة عن يساره قالت أم سلمة
__________________
(١) الرقدة : النومة. والقائلة : الظهيرة.
(٢) المطهرة : اناء يتطهر به.
(٣) الغدية : تصغير الغداة. والبرمة : القدر من الحجر. والعصيدة : دقيق يلت بالسمن ويطبخ.