وكيف لا يكون كذلك وقد اكتنفه الشرف من جميع أكنافه وظهرت مخائل السؤدد على شمائله وأعطافه وكاد الجلال يقطر من نواحيه وأطرافه وهذا قول لا أخاف أن يقول مسلم بخلافه الجد محمد المصطفى والأب علي المرتضى والجدة خديجة الكبرى والأم فاطمة الزهراء والأخ الحسن ذو الشرف والفخار والعم جعفر الطيار والبيت من هاشم الصفوة الأخيار فهو وأخوه ع صفوة الصفوة ونور الأنوار وهو في نفسه السيد الشريف والطود المنيف والشجاع الغطريف والأسد الهصور (١) والفارس المذكور والعلم المشهور.
أتاه المجد من هنا وهنا |
|
وكان له بمجتمع السيول |
وقد تقدم في أخبار أبيه وأخيه ما هو قسيمهما فيه فما افترعا غارب (٢) مجد إلا افترعه ولا جمعا شمل سؤدد إلا جمعه ولا نالا رتبة علاء إلا نالها ولا طالا هضبة عز (٣) إلا طالها وأنا أذكر في هذا الفصل شيئا مما ورد في وصف فضائله وما ورد فيه التذاذا بتكرير مناقبه ومفاخره وطربا بعد مزاياه ومآثره وإن كان في تضاعيف هذا الكتاب من نعوته وصفاته ما فيه غنية كافية لأولي الألباب والله الموفق للصواب.
قال يعلى بن مرة سمعت رسول الله ص يقول حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط.
وروي عن أبي عوانة يرفعه إلى النبي ص أنه قال إن الحسن والحسين شنفا العرش (٤) وإن الجنة قالت يا رب أسكنتني الضعفاء والمساكين فقال الله تعالى لها أما ترضين أني زينت أركانك بالحسن والحسين قال فماست كما تميس
__________________
(١) الغطريف : السيّد. والهصور : الأسد.
(٢) الغارب : أعلى كل شيء.
(٣) الهضبة : ما ارتفع من الأرض. وقيل : الجبل الطويل الممتنع المنفرد.
(٤) الشنف : القرط الأعلى.