ومنها ثبوت الإمامة أيضا في العترة خاصة بالنص وبالخبر عن النبي ص وفساد قول من ادعاها لمحمد بن الحنفية رضي الله عنه بتعريه من النص عليه بها فثبت أنها في علي بن الحسين ع إذ لا مدعي له الإمامة من العترة سوى محمد رضي الله عنه وخروجه عنها بما ذكرناه.
ومنها نص رسول الله ص بالإمامة عليه فيما روي من حديث اللوح الذي رواه جابر عن النبي ص (١) ورواه محمد بن علي الباقر ع عن أبيه عن جده ـ عن فاطمة بنت رسول الله ص ونص جده أمير المؤمنين ع في حياة أبيه الحسين بما ضمن ذلك من الأخبار ووصية أبيه الحسين ع إليه وإيداعه أم سلمة رضي الله عنها ماء قبضه على من بعده وقد كان جعل التماسه من أم سلمة علامة على إمامة الطالب له من الأنام وهذا باب يعرفه من تصفح الأخبار ولم نقصد في هذا الكتاب القول في معناه فنستقصيه على التمام.
قلت رحم الله شيخنا المفيد كان يجب أن يورد النص عليه من النبي ص ومن جده وأبيه ع مقدما على غيره فإن إمامته ع إذا كانت ثابتة بالنص كفتنا المئونة وحطت عنا أعباء المشقة ولم نحتج إلى إثباتها من طرق أخرى (٢) وقال باب ذكر طرف من أخبار علي بن الحسين ع. " حدثنا عبد الله بن موسى عن أبيه عن جده قال كانت أي فاطمة بنت الحسين ع تأمرني أن أجلس إلى خالي علي بن الحسين ع فما جلست إليه قط إلا قمت بخير قد استفدته إما خشية الله تعالى تحدث في قلبي لما أرى من خشيته الله أو علم قد استفدته منه.
__________________
(١) حديث اللوح طويل قد رواه رئيس المحدثين محمّد بن عليّ بن بابويه في كتابيه الاكمال (ج ١ : ٤٢٥ ط طهران سنة : ١٣٧٨) وعيون أخبار الرضا (ع) (ج ١ : ٤١ ط قم) بسنده عن جابر بن عبد اللّه بن الأنصاريّ (ره) وفيه أسامي الأئمّة الاثني عشر وطرف من أخبارهم فراجع ان شئت.
(٢) ولعلّ نظر المفيد (ره) في تقديم ساير الكلمات على النصّ اثبات إمامته (ع) أولا بالأدلة العقليّة وثانيا بالنصوص والأدلة النقلية ليكون أثبت في الحجة.