ثانيهما :
أن لا يتركوا الدعاء لي حيّاً بالتوفيق وحسن الخاتمة ، وميّتاً بالاسترحام والترضّي ; لأنّي تحمّلت في تصنيف هذا الكتاب من التعب ما لا يتحمّله إلاّ العاشق الملحّ ، وإنّي طول عمري ـ وإن لم يكن نصيبي من الدنيا إلاّ التعب في التحرير والحرمان من الأُنس والراحة ـ إلاّ أنّ تصنيف هذا الكتاب صادف زمان الشيب وضعف القوى الجسمانية فأثّر في جسدي
ما لو عثرت عليه لأخذتك الرقّة عليّ ، وذلك من فضل الباري على هذا الفقير إليه ..
وما توفيقي إلاّ به ، عليه توكّلت وإليه أنيب ..
وأسأله بفضله وكرمه أن يثبـّتني في ديوان المجاهدين في الدين بالقلم ، ويقبل صنيعي هذا ، ويعوّض عن هذا التعب بالراحة الدائمة .. إنّه ذو فضل عظيم ، وكرم جسيم ..
* * *