[وقال في آخره(١) :]
إلى هنا عبارة جامع الرواة التي أردنا نقلها.
[ثم قال(٢) :]
الرجاء من طالبي العلم في هذا العصر المتعوس ، والزمان المنكوس ، أن يمعنوا النظر في هذه الأوراق ويقدّروا مقدار ما أتعب به هذا المصنّف نفسه ، ويلتفتوا إلى أنّ أهل العلم من الفريقين كانوا يبذلون أنفسهم وأعمارهم وراحتهم في تشييد العلوم وتنقيحها ، ولم يكونوا ليتصوّروا ثمرة لدنياهم غير ذلك ، ولا يقصدوا بذلك التعب العظيم إلاّ وجه الله تعالى والخدمة للدّين الحنيف ، وكانوا يعدّون ذلك أعظم تقدمة لآخرتهم ، فما بال أغلب طلاّب علوم عصرنا اتخذوا هذا العمل الشريف وسيلة لدنياهم ، وتثاقلوا عن إتعاب النفس وبذل الجدّ والجهد حتى كأنّ التعب في هذه العلوم لا نتيجة لها [كذا] في الآخرة أصلاً ..! (٣) والمشتكى إلى الله تعالى وإلى إمام العصر ; عجل الله تعالى فرجه وجعلنا من كل مكروه فداه.
__________________
(١) تنقيح المقال ٣/٢٠ من ذيل الكتاب [الطبعة الحجرية].
انظر : الصورة رقم (٣٣).
(٢) نفس المصدر والصفحة.
(٣) وما أصدق قول القائل : ما أشبه الليلة بالبارحة! بل ألف رحمة على البارحة!!