وخير من عرّف لنا الكتاب وبيّن سيره العلمي والعملي هو الفقيد السيّد محمّد سعيد الحكيم البصري رحمه الله فيما أدرجناه من نصّ كلامه (١) ـ الذي سلف تمامه ـ حيث قال عن كتابنا هذا :
.. وهو آخر ما برز من قلمه الثمين في علوم الدين ، ولعمري لقد أتعب فيه نفسه الزكيّة وأجهدها ، فأظمأ هواجره ، وسهر ليله ، كادّاً كادحاً في تحريره وتحبيره ليلاً ونهاراً حتّى أتمّه في نحو خمسة عشر شهراً ، كما شهد ذلك منه غير واحد من العلماء ، ووجد مسطوراً بقلمه في ظهر النسخة التي كتبها بخطّ يده ، وقد طبعت صورته في أوّل الجزء الأوّل منه ، ثم صحّحه في بضع شهور بعد ذلك ، وشرع في طبعه مصحّحاً له بنفسه حتّى كاد أن يتمّه طبعاً ..
وفي هذا من العناء والكدّ ما لا يقوم به إلاّ ذو نفس قدسيّة ، وهمّة عليّة ، وما بارحه ذلك الجدّ والجهد حتّى أودى بنفسه الزكيّة ، وأتى على حياته الشريفة في ليلة النصف من شهر شوال في سنة ألف وثلاثمائة وواحد
__________________
من شهور سنة ألف وثلاثمائة واثنتين وخمسين بعد الهجرة النبويّة ، على مهاجرها آلاف الثناء والسلام والتحية ، بيد أقل الخليقة ، بل لا شيء في الحقيقة ، أحمد بن الشيخ محمّد حسين الزنجاني الغروي عفي عنهما.
وقد طبعت [المجلّدات] في المطبعة المباركة المرتضوية في النجف الأشرف ، لصاحبها الحاج شيخ محمّد صادق الكتبي حفظه الله تعالى ، بمباشرة الأستاذ محمّد رضا الغروي[المطبعي].
(١) تنقيح المقال ٣/٣٤٥ ـ آخر باب الأسماء من طبعة الأُوفست ، وفي الطبعة الحجرية الأصل بعد الكنى والألقاب والخاتمة صفحة : ١٢٦ من المجلّد الثالث.