وخمسين بعد الهجرة ; لأنّ ما لا يؤلّف إلاّ في نحو عشر سنين لا يستطيع أن يتمّه أحد مصنّفاً وتصحيحاً ـ مع بقاء صحّته ـ في نحو سنتين ، ولذا اعتبر العلماء والعرفاء موته شهادة في سبيل العلم ، وسعادة في مقام العمل.
فنعم السعادة التي كانت من آماله ، والشهادة التي صارت خاتمة أعماله.
ومن هنا قال شيخنا الطهراني طاب ثراه في طبقاته (١) عن هذه الموسوعة : .. وهو كبير في ثلاث مجلّدات ضخام ، ولم تزد مدّة تأليفه وتهذيبه وطبعه على ثلاث سنين ، وقد طبع مجلّدان منه في حياته ، وكذلك الثالث ، إلاّ أنّه توفّي قبل إتمامه ، فأتمّه صهره الفاضل الشيخ موسى آل أسد الله التستري الكاظمي.
هذا ; وقد تمّ الكتاب كلاًّ ـ بمجلّداته الثلاثة ـ كتابةً ونسخاً بواسطة المرحوم الشيخ أحمد بن الشيخ محمّد حسين الزنجاني الغروي رحمه الله (٢) الكاتب الخاص للمرحوم الشيخ الجدّ طاب ثراه ، كما وطبعت جميع المجلّدات في
__________________
(١) نقباء البشر ٣/١١٩٨ ـ ١١٩٩ وقد سلف.
(٢) والملقّب بـ : المعصومي ، وهو المولود في النجف الأشرف سنة ١٣٢٤ هـ ، وقد أخذ المقدّمات فيها ، ومال في صباه لتعلّم الخط ، وانتقل إلى إيران ، وهو ابن (٢٦) سنة بعد رحيل شيخنا الجدّ قدّس سرّه.
وهو رحمه الله قد كتب القرآن الكريم كاملاً أكثر من خمس مرّات ، وله يد طولى في كتابة عشرات الكتب الدينية على الحجر ، ويُعدّ من أساتذة غالب أنواع الخطوط كالنسخ والثلث والنستعليق .. خاصّة الأوّل.