هو رحمه الله ـ وعليه فقد كمل كتابةً ومسودةً في (١٨) شهراً ، وأتمّ مراجعته وتصحيحه وطبعه في أقلّ من سنتين ، وخرج تمام المجلّدين من الطبع في حياته (١) وقسم من المجلّد الثالث ، والباقي بعد وفاته التي وافته في ١٦ شوّال من سنة ١٣٥١ ، وكان قد أكمل طباعة الجزء الأوّل منه وجزء من الثاني ، ويلحظ كون حواشيه تختم بلفظة منه (قدّس سرّه) بدلاً من منه (دام ظلّه) ، وتمّ طباعته سنة ١٣٥٢ .. كما أسلفنا.
وكان آخر ما رشح من قلمه وأفاضه من بحره قدّس سرّه ما جاء في ذيل خاتمة الخاتمة من تنقيح المقال (٢) ممّا استدركه على الكتاب من قوله :
هذا ; قد ضايقنا الطبع وانحراف المزاج جدّاً من إتمام المستدرك ، فختمنا الكلام هنا حامداً مصلّياً مسلّماً .. إلى آخره وقد نقلنا نصّه.
وعليه ; فمن الطبيعي في موسوعة مثل هذه أن تكون فيها اشتباهات أو ملاحظات .. إذ إنّ سفراً بمثل هذه السعة والإحاطة ، وكون كتابته وطباعته بمثل هذه السرعة مع عدم وفاء عمره الشريف لإكماله طباعةً أو تصحيحاً ، وشروعه باستدراكه ونقده خلال طبع مجلّده الأوّل .. وغير ذلك ، فلا غرابة أن يكون مثل هذا ، بل العجب كيف جاء بهذه الكيفية ، إذ هو أمر غير طبيعي جدّاً.
وقد بادر بعض معاصريه ـ سامحهم الله ، لأغراض لا تخفى ـ إلى التحامل
__________________
(١) ظهر لي فيما بعد ان ما طبع منه هو اوائل الجزء الثاني ، وخلاله وفي حرف العين بالذات إلتحق بباريه ووفد على ربّه ، لما وجدته في هامش الحجريّة من التعاليق المختومة بـ (قدّس سرّه) ، وسبق أن أشرنا لذلك.
(٢) تنقيح المقال ٢ / ١٢٤ [الحجرية] بعد فصل الكني والألقاب والنساء .. وقد سلف.