وها هو الشيخ الجدّ قدّس سرّه يشكر كل من أعانه في الكتاب فيقول(١) : .. وأعانني جمع من أتقياء المعاصرين أيّدهم الله تعالى ببذل كل منهم ما عنده من الكتب الرجالية .. عمدتهم صاحب المكتبة العظمى شيخ مشايخ الجعفرية على الإطلاق العلاّمة الصفي الشيخ علي نجل حضرة كاشف الغطاء أعلى الله مقامهما .. إلى آخره.
وأمّا استعانته بالكتب والمكتبات(٢) .. فلا أحسبه إلاّ جهلاً في التأليف وموضوعه ، وهو بعد كل هذا يقرّ في المقدّمة(٣) أنّه قد استفاد من مكتبة الشيخ علي كاشف الغطاء ، كما قال رحمه الله في الأمر الأوّل ممّا نبّه عليه .. وذكرناه توّاً ..
فكان وليد ذاك اجتماع مجموعة وافية من المصادر التي سردها كلاًّ في أوّل مقدّمته(٤) ، وذكرنا نصّ كلامه .. فأين إقراره بالاستعانة بالغير ، وهل استعارة كتاب من الآخرين يدّل على مشاركة في التأليف .. إنْ هذا إلاّ اختلاق
__________________
(١) تنقيح المقال ١/١ من الطبعة الحجرية.
(٢) سنذكر جملة من المصادر والكتب التي استعارها طاب ثراه فضلاً عمّا كان عنده أو أدرجه في مقدّمة كتابه ، وسلف منّا الكثير ..
(٣) تنقيح المقال ١/١ من الطبعة الحجرية ، وقد أوردنا نصّها سابقاً.
(٤) قال رحمه الله : الثاني : إنّي لم أبق شيئاً من الكتب الرجالية التي نالته يدي إلاّ ونقلت المهم ممّا فيه .. ثم عدّد لنا كل ما اعتمده من الكتب .. وبكل أمانة ودقّة من النقل مباشرة أو بالواسطة ، وقد أسلفنا نصّ عبارته وعلّقنا عليها ، وأوردنا لها شواهد جمّة.