والرجاء أن لا يبادروا إلى تغليط ما لم يفهمه الطالب وتغييره إلاّ بعد الجزم بالاشتباه ، فإنّي كثيراً ما وجدت من بادر إلى الحكم بغلطية ما لم يفهمه فغلّط الصحيح.
ثانيهما : أن لا يتركوا الدعاء لي حيّاً بالتوفيق وحسن الخاتمة ، وميّتاً بالاسترحام والترضّي ، لأ نّي تحمّلت في تصنيف هذا الكتاب من التعب ما لا يتحمله إلاّ العاشق الملحّ ، وإنّي طول عمري وإن لم يكن نصيبي من الدنيا إلاّ التعب في التحرير والحرمان من الأُنس والراحة ; إلاّ أنّ تصنيف هذا الكتاب صادف زمان الشيب وضعف القوى الجسمانية فأ ثّر في جسدي ما لو عثرت عليه لأخذتك الرقّة عليّ ، وذلك من فضل الباري على هذا الفقير إليه ..
وما توفيقي إلاّ به ، عليه توكّلت وإليه أنيب ..
وأساله بفضله وكرمه أن يثبّتني في ديوان المجاهدين في الدين بالقلم ، ويقبل صنيعي هذا ، ويعوّض عن هذا التعب بالراحة الدائمة .. إنّه ذو فضل عظيم ، وكرم جسيم ..
آمين آمين .. إذ هذا دعاؤنا دوماً .. ونسأل الله لنا وله الرحمة والرضوان ، وأن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم ، ويمنّ علينا برضا موالينا عنّا خاصة إمام زماننا والحجّة علينا بقية الله الأعظم الحجّة المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف وجعلنا من كل مكروه فداه.