وحكي عن غاية الاختصار للسيّد ابن زهرة أنّه قال : علم الهدى الفقيه النظّار سيّد الشيعة وإمامهم ، فقيه أهل البيت ، العالم المتكلّم البعيد ، الشاعر المجيد ، كان له برٌّ وصدقة وتفقّد في السرِّ ، عرف ذلك بعد موته ـ رحمه الله ـ كان أسنَّ من أخيه ، ولم ير أخوان مثلهما شرفاً وفضلاً ونبلاً وجلالة ورئاسة وتحابباً وتودّداً ، لمّا مات الرضيّ لم يصلّ المرتضى عليه عجزاً عن مشاهدة جنازته وتهالكاً في الحزن ، ترك المرتضى خمسين ألف دينار ، ومن الآنية والفرش والضياع ما يزيد على ذلك . انتهى .
وفي تتميم يتيمة الدهر ج ١ ص ٥٣ : قد انتهت الرئاسة اليوم ببغداد إلى المرتضى في المجد والشرف والعلم والأدب والفضل والكرم ، وله شعر في نهاية الحسن .
وفي دمية القصر ص ٧٥ : هو وأخوه من دوح السيادة ثمران ، وفي فلك الرئاسة قمران ، وأدب الرضيّ إذا قرن بعلم المرتضى كان كالفرند في متن الصارم المنتضى .
وفي وفيات الأعيان : كان نقيب الطالبيّين ، وكان إماماً في علم الكلام والأدب والشعر ، وهو أخو الشريف الرضيّ ، وله تصانيف على مذهب الشيعة ، ومقالة في اُصول الدين ، وله ديوان شعر كبير ؛ وله الكتاب الّذي سمّاه الغرر والدرر وهي مجالس أملاها تشتمل على فنون من معاني الأدب ، تكلّم فيها على النحو واللّغة وغير ذلك ، و هو كتاب ممتع يدلُّ على فضل كثير وتوسّع في الاطّلاع على العلوم ، وذكره ابن بسّام في أواخر كتاب الذخيرة ، وقال : كان هذا الشريف إمام أئمّة العراق بين الاختلاف و الإتّفاق ، إليه فزع علماؤها وعنه أخذ عظماؤها ، صاحب مدارسها ، وجمّاع شاردها وآنسها ، ممّن سارت أخباره ، وعرفت به أشعاره ، وحمدت في ذات الله مآثره وآثاره ، إلى تآليفه في الدين وتصانيفه في أحكام المسلمين ممّا يشهد أنّه فرع تلك الاُصول ، و من أهل ذلك البيت الجليل . ا هـ .
هذا قليل من كثير ممّا هتفت به التراجم في الثناء على سيّدنا المترجم ، وبما أنّ شهرته ومعروفيّته تغنينا عن تفصيل الكلام واستقصاء الأقوال نوجز الكلام عن سرد كلمات الثناء ونحيل الزيادة على كتب المعاجم من العامّة والخاصّة .