المتقدّم عن السيّد عليّ بن أحمد العقيقيّ . مثل ما مرَّ عن ابن النديم ، إلّا أنّه قال : وكان شيخاً متعبّداً له نور يعلوه ، ثمَّ قال : وقال ابن الغضائري : سليم بن قيس الهلاليّ روى عن أبي عبد الله (١) والحسن والحسين وعليّ بن الحسين عليهمالسلام ، وينسب إليه هذا الكتاب المشهور ، وكان أصحابنا يقولون : إنّ سليماً لا يعرف ولاذكر في خبر ، وقد وجدت ذكره في مواضع كثيرة من غير جهة كتابه ولارواية ابن أبي عيّاش عنه ، وقد ذكر له ابن عقدة في رجال أمير المؤمنين عليهالسلام أحاديث عنه ، والكتاب موضوع لا مرية فيه ، وعلى ذلك علامات تدلّ على ما ذكرناه ، منها : ما ذكر أنّ محمّد بن أبي بكر وعظ أباه عند الموت (٢) ، ومنها : أنَّ الأئمّة ثلاثة عشر وغير ذلك (٣) ، وأسانيد هذا الكتاب تختلف تارة برواية عمر بن اُذينة عن إبراهيم بن عمر الصنعانيّ ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم ، وتارة يروي عن عمر ، عن أبان بلاواسطة والوجه عندي الحكم بتعديل المشار إليه والتوقف في الفاسد من كتابه . انتهى .
قلت : وتبع العلّامة المحقّقُ الداماد في الرواشح وحكم بتوثيقه وعدالته ، وعدَّه المصنّف في كتاب الغيبة من الثقات العظام والعلماء الأعلام ، بل الظاهر أنَّ الرجل في نفسه صدوق ثقة ، وإن توقّف فيه بعض لأجل كتابه .
* ( كتابه ) *
يعرف كتابه بكتاب سليم بن قيس ، وهو أصل من اُصول الشيعة ، وأقدم كتاب صنّف في الإسلام في عصر التابعين بعد كتاب السنن لابن أبي رافع (٤) حاز بذلك مؤلِّفه
________________________
(١) الظاهر أنه مصحف أمير المؤمنين .
(٢) لان عمره كان عند موت أبيه دون الثلاث سنين .
(٣) قال الفاضل التفرشي في هامش نقد الرجال ص ١٥٩ : قال بعض الافاضل : رأيت فيما وصل الى من نسخة هذا الكتاب أن عبد الله بن عمر وعظ أباه عند موته ، وأن الائمة ثلاثة عشر من ولد اسماعيل ، وهم رسول الله صلى الله عليه وآله مع الائمة الاثنى عشر ولامحذور في أحد هذين . انتهى . واني لم أجد في جميع ما وصل الى من نسخ هذا الكتاب الا كما نقل هذا الفاضل ، والصدق مبين في وجه أحاديث هذا الكتاب من أوله الى آخره فكان ما نقل ابن الغضائري محمول على الاشتباه .
(٤) مما انعم الله
تعالى على الطائفة المحقة الاماميّة تقدمهم في التأليف والتصنيف ، واحرازهم قصب السبق في تدوين العلوم ، وحفظهم التراث النبوي من الضياع والدثور ، قبل سائر
الفرق من المسلمين ، فألفوا في عامة العلوم وشتى أنواع الفنون ما تقاعس عن فهرسه فحول
المؤلفين ، ولا