في مقدّمة البحار كيفيّة تحصيلها والظفر بالنسخ المعتبرة منها ، معترفاً بأنّها غير متواترة :
قال قدِّس سرُّه في مقدَّمة كتابه البحار ( ج ١ ص ٣ من هذه الطبعة ) :
|
« ثمَّ بعد الاحاطة بالكتب المتداولة المشهورة ، تتبّعت الاُصول المعتبرة المهجورة التي تُرِكتْ في الأعصار المتطاولة والأزمان المتمادية . . . . فطفقت أسأل عنها في شرق البلاد وغربها حيناً ، واُلحُّ في الطلب لدى كلِّ من أظنُّ عنده شيئاً من ذلك وإن كان به ضنيناً . ولقد
ساعدني على ذلك جماعة من الإخوان ضربوا في البلاد لتحصيلها ، وطلبوها في الأصقاع والأقطار طلباً حثيثاً ، حتّى اجتمع عندي بفضل ربّي كثير من الاُصول المعتبرة الّتي كان عليها معوَّل العلماء في الأعصار الماضية (١) ، فألفيتها مشتملة على فوائد جمّة
خلت |
________________________
(١) ومن هنا يعرف أن أكثر مصادر البحار التي يوجد نسخها مصححة منسقة منقحة بالكثرة والوفور من بركات وجوده الشريف ومن راجع تذييلنا على البحار يجد التصريح في موارد منه أن الشيخ الحرّ العاملي كان يعتمد على نسخ البحار بدلا من مراجعة المصادر المعوزة عنده .
فكثيراً ما كنت أراجع أبواب كتاب الوسائل المطبوعة جديداً ، لاستخرج الحديث بمعاونة ذيله ( وذلك لان مصادر الوسائل ـ غير الكتب الاربعة ـ متحدة مع مصادر البحار وقد أخرجها الفاضل المكرم الرباني في ذيل الوسائل ) فعند ذلك عرفت أن صاحب الوسائل كان ينقل من نسخ البحار معتمداً عليها ، من دون مراجعة المصدر ، حيث انه كلما كانت نسخة البحار في بعض النسخ ـ وقد طبعت عليها نسخة الكمباني ـ مصحفة أو ساقطاً منها بعض الجملات أو ذات املاءِ غير صحيحة ، قد انتقل كلها في الوسائل بما عليها بصورتها .
ففي بعض هذه الموارد اُشرنا في ذيل الكتاب بماينبه القاریءِ الكريم على ذلك وربما صرحت بذلك كما في ج ٨٤ ص ٦٨ وغير ذلك من الموارد لا يحضرني الان .