المجلسيّ عالم ، فاضل ، ماهر ، محقّق ، مدقّق ، علّامة ، فهّامة ، فقيه ، متكلّم ، محدّث ثقة ثقة ، جامع للمحاسن والفضائل ، جليل القدر ، عظيم الشأن ، أطال الله بقاه ، له مؤلّفات كثيرة مفيدة .
وقال البحراني (١) : العلّامة الفهّامة ، غوّاص بحار الأنوار ، ومستخرج لآلي الأخبار وكنوز الآثار ، الّذي لم يوجد له في عصره ولاقبله ولا بعده قرين في ترويج الدين ، وإحياء شريعة سيّد المرسلين ، بالتصنيف والتأليف ، والأمر والنهي ، وقمع المعتدين والمخالفين من أهل الأهواء والبدع والمعاندين سيّما الصوفيّة المبدعين ، « محمّد باقر بن محمّد تقيّ بن مقصود عليّ الشهير بالمجلسيّ » وهذا الشيخ كان إماماً في وقته في علم الحديث وسائر العلوم ، وشيخ الإسلام بدار السلطنة إصفهان ، رئيساً فيها بالرئاسة الدينيّة والدنيويّة ، إماماً في الجمعة والجماعة ، وهو الّذي روّج الحديث ونشره لا سيّما في الديار العجميّة ، وترجم لهم الأحاديث العربيّة بأنواعها بالفارسيّة ، مضافاً إلى تصلّبه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وبسط يد الجود والكرم لكلّ من قصد وأمّ ، وقدكانت مملكة الشاه سلطان حسين لمزيد خموله وقلّة تدبيره للملك محروسة بوجود شيخنا المذكور ، فلمّا مات انتقصت أطرافها ، وبدا اعتسافها ، واُخذت في تلك السنة من يده قندهار ، لم يزل الخراب يستولي عليها حتّى ذهبت من يده .
وقال المولى محمّد شفيع (٢) : منهم السحاب الهابر ، والبحر الزاخر ، فتّاح العلوم والأسرار ، كشّاف الأستار من الأخبار ، مستخرج اللّئالي من الآثار ، مفخر الأوائل والأواخر مولانا محمّد باقر المجلسيّ نوّر الله روحه . (٣)
وقال الأمير محمّد صالح الخواتون آباديّ في حدائق المقرّبين (٤) : مولانا محمّد باقر المجلسيّ نوّر الله ضريحه الشريف وقدّس روحه اللّطيف هو الّذي قد كان أعظم أعاظم
________________________
(١) لؤلؤة البحرين ص ٤٤ .
(٢) الروضة البهية ص ٣٦ .
(٣) ثم وصفه بما تقدم من البحراني بالفاظه مع اختلاف يسير .
(٤) الروضات ص ١٢١ من الطبعة الثانية .