مشرك ولو أعجبكم اُولئك يدعون الى النار ). (١)
ولكنه ـ كما ترى ـ خاص بالمشركة ولايعم مطلق الكافرة إلاّ أن يتمسّك بأحد البيانين التاليين :
أ ـ إن ذيل الآية الكريمة « اُولئك يدعون الى النار » ينفى الخصوصية للمشركة.
ب ـ التمسك بالغاية ـ حتى يؤمنَّ ـ حيث تدل على ان المسلم لايجوز له الزواج بغير المؤمنة.
وكلاهما كما تري.
أمّا الاول : فلأن ذيل الآية الكريمة وارد مورد الحكمة ، فلا يمكن التمسّك به لإثبات التعميم ، بل لا ينفع التمسّك به حتى على تقدير وروده مورد العلة ، لانه يدلّ آنذاك على عدم ثبوت النهى اذا لم تتحقق الدعوة بالفعل الى النار ، كما اذا كان بين الزوجين نفرة لايمكن تحقق الدعوة الى النار معها.
وأمّا الثاني : فلأحتمال ان لايكون المقصود من الايمان الاسلام بل الايمان باللّه سبحانه بنحو التوحيد ومن دون شرك.
والأولى الاستدلال بقوله تعالي : ( ولا تمسكوا بعصم الكوافر ) (٢) ، فإن العصم جمع عصمة ، وهى ما يعتصم به كالعقد. والكوافر جمع كافرة. والمراد نهي المؤمنين عن الاستمرار فى نكاح الكوافر لانقطاع العصمة بالاسلام. واذا ثبت هذا بقاءً ثبت ابتداءً بالاولوية.
وعلى هذا ، يتمسّك بإطلاق الآية الكريمة إلاّ أن يقوم دليل على الخلاف في
__________________
١ ـ البقرة : ٢٢١.
٢ ـ الممتحنة : ١٠.