المتون بألفاظها ، وأكثر الحفّاظ يتسامحون في ذلك وإن أثبتوا المتن ، وإلاّ ذكروا لفظة منه أو طرفا وقالوا : وذكر الحديث ، وكان يزيد عليهم بحفظ المقطوع والمرسل والحكايات والأخبار ، ولعلّه كان يحفظ من هذا قريبا ممّا يحفظ من الحديث المسند الذي يتفاخر الحفّاظ بحفظه ، وكان إماما في المعرفة بعلل الحديث وثقات الرجال من معتلّيهم ... قد انتهى هذا العلم إليه حتى لم يبق في زمانه من يتقدّمه في الدنيا ...
وترجم له أبو العبّاس النجاشي ـ المتوفّى سنة ٤٥٠ ه ـ في فهرسه برقم ١٠٥٥ ، وعدّ كتبه إلى أن قال : وكتاب طرق من روى عن أمير المؤمنين عليهالسلام : « إنّه لعهد النبيّ الامّي إليّ أنّه لا يحبّني إلاّ مؤمن ولا يبغضني إلاّ منافق » ثم رواه مع سائر كتبه عن الشيخ المفيد رحمهالله ، عن المؤلّف.
وحكي عن الأشقر ، أنّه سمع القاضي الهاشمي غير مرّة يقول : سمعت الجعابي يقول : أحفظ أربعمائة ألف حديث وأذاكر بستّمائة ألف حديث!! وللجعابي ترجمة في أنساب السمعاني ، المنتظم ٧ / ٣٦ ، تذكرة الحفّاظ ٣ / ٩٢٥ ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٨٨ ، الوافي بالوفيات ٤ / ٢٤٠ ، طبقات الحفّاظ ص ٣٧٥.
للحافظ العراقي ، زين الدين أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن الكردي الرازياني المهراني الشافعي المصري ، المولود بها سنة ٧٢٥ والمتوفى بها سنة ٨٠٦ ه.
قدم أبوه من بلدة رازيان ـ من عمل أربل ـ إلى القاهرة فولد ابنه بها ،