ومصنّفاته كثيرة جدّا ، ثمّ عدّد من رووا عنه ، ثمّ قال : وكان حافظا مبرّزا ، عالي الاسناد ، تفرّد في الدنيا بشيء ، كثير من العوالي ، وهاجر إلى لقيّه الحفّاظ ... قال إنسان : من أراد أن يحضر مجلس أبي نعيم فليقم ـ وكان أبو نعيم في ذلك الوقت مهجورا بسبب المذهب! وكان بين الأشعرية والحنابلة تعصّب زائد يؤدّي إلى فتنة وقيل وقال وصراع طويل ـ فقام إليه أصحاب الحديث بسكاكين الأقلام وكاد الرجل يقتل!! .. أنّ السلطان محمود بن سبكتكين لمّا استولى على اصبهان أمرّ عليها واليا من قبله ورحل عنها ، فوثب أهلها بالوالي فقتلوه! فرجع السلطان إليها وآمنهم حتى اطمأنّوا ، ثمّ قصدهم في يوم جمعة وهم في الجامع فقتل منهم مقتلة عظيمة!! وكانوا قبل ذلك منعوا الحافظ أبا نعيم من الجلوس في الجامع! فسلم ممّا جرى عليهم ، وكان ذلك من كرامته!
أقول : وخرّجه محقّق الكتاب على : تبيين كذب المفتري ص ٢٤٧ ، وطبقات الشافعية للسبكي ٤ / ٢١ ، وتذكرة الحفّاظ ٣ / ١٠٩٥ وراجع بهامشه بقية مصادر ترجمة الحافظ أبي نعيم.
وذكره الذهبي أيضا في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٣٠٦ ، فقد ترجم فيه لتلميذه الحافظ أبي علي الحدّاد الحسن بن أحمد الأصبهاني ، المتوفّى سنة ٥١٥ ه ، وعدّد الكتب الكثيرة للحافظ أبي نعيم ممّا رواه عنه أبو علي الحدّاد ، وعدّ هذا منها.
أبي بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري ٢٣١ ـ ٣١١.