وبين عمر.
٢ ـ ما رواه النسائي قال : قالت الأنصار : منّا أمير ومنكم أمير ، فقال عمر : سيفان في غمد ؟ إذاً لا يصلحان (١).
إنّ هذا المقطع من الخبر يشابه إلى حدٍّ بعيد ما نقله أبو مخنف مع فارق ، وهو أنّ هذا الخبر لم يتطرق إلى القائل ، بينما أشار أبو مخنف وغيره إلى أن قائل هذا الكلام إنّما هو الحبّاب بن المنذر.
٣ ـ يقول عمر في خطبته أيضاً : قال قائل من الأنصار : أنا جذيلها المحكّك وعذيقها المرجّب ، منّا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش ، فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى تخوّفت الاختلاف (٢).
إنّ كلام عمر هذا يوضّح مدىٰ حصول الاختلاف ، فبعد كلام خطيب الأنصار ارتفعت الأصوات ، ممّا جعل عمر يخبر عن احتمال ظهور التشتّت والاضطراب ، من هنا ـ وكما ذكرنا في ردّ الإشكال الثالث ـ يتَّضح أنّ الأنصار لم يذعنوا لأبي بكر وعمر دون نقاش ، بل حدث خصام حادّ وحوارات مطوّلة.
وقد أجبنا عن الرواية التي اعتمدها المستشكل ، والتي تدلّ على أنّ الأنصار انقادوا بأسرهم لأبي بكر ، فهي بالإضافة إلى الإشكال السندي الذي يرد عليها تتعارض مع الروايات الصحيحة لأهل السنّة.
__________________
(١) فضائل الصحابة : ٥٥ ـ ٥٦.
(٢) خطبة عمر حول السقيفة.