لم ترد في روايةٍ سوىٰ رواية أبي مخنف ، بل إنّ الروايات الاُخرى ذكرت ما يعارض ذلك ، كما في رواية الإمام أحمد من قول الأنصار بأجمعهم : نعود بالله أن نتقدّم أبابكر » (١).
الردّ :
لقد تعرض العديد من الكتب التاريخية لما دار من حوارٍ بين الحبّاب بن المنذر وعمر ، فمن هنا لا يمكن إنكار أصل هذه القضية ، كما لا يمكن إنكار ما قاله الحبّاب من المنذر : « أنا جذيلها المحكّك ، وعذيقها المرجّب ، منّا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش ».
نعم ، يبقىٰ الكلام في وقوع المخاصمة هل وقعت بينهما ، أو أنّ الاُمور انتهت بسلامٍ بعد قبول الأنصار ، كما يقول المستشكل ؟
إنّنا ومن أجل توضيح أصل القضية نذكر بعض النصوص التاريخية والروائية كنموذج :
١ ـ روىٰ صاحب الطبقات الكبرىٰ عن القاسم بن محمد قال : فقام حبّاب بن المنذر ـ وكان بدرياً ـ فقال : منّا أمير ومنكم أمير ... ، فقال له عمر : إذا كان ذلك فمت إن استطعت (٢).
إنّ هذا الخبر يبيّن كلام الحبّاب بن المنذر والمخاصمة بينه
__________________
(١) مرويات أبي مخنف : ١٢٤.
(٢) الطبقات الكبرىٰ ٣ : ١٨٢.