في بيت فاطمة عليهاالسلام بعد أن دفن النبي صلىاللهعليهوآله (١) ، وذلك حفاظاً على الإسلام ومصالح المسلمين. فلم يصدر منه عمل مناوئ ، وإذا كان هناك من حاول تحريك الآخرين للقيام بمثل هذا الفعل ، وذلك من قبيل عتبة بن أبي لهب والذي طالب بني هاشم بالنهوض في خطبةٍ حماسيةٍ له ، فإنّ علياً أمره بالسكوت (٢) ، وكان أبو سفيان يحرّض بني عبد منافٍ على الثورة المسلّحة فطرده عليّ عليهالسلام (٣).
نعم ، إنّ الذين لم يكونوا يحسنون الظنّ إنّما هم الخلفاء الذين كانت بيعتهم فلتة (٤) ، فهم يتصورون أن الناس سيقبلون على علي عليهالسلام ، وكانوا يحتملون أنه سيطالب بحقه فبادروا إلىٰ الهجوم علىٰ بيت فاطمة عليهاالسلام ، وأتوا به إلىٰ أبي بكر قسراً ، وطلبوا منه البيعة ، ولكنه أبىٰ قائلاً : « أنا أحق بهذا الأمر منكم » (٥).
__________________
(١) السيرة النبوية ٤ : ٣٠٧ ، أنساب الأشراف ٢ : ٧٧٦ عبّر الجميع « اعتزل عليٌ » ، وابن الأثير الكامل في التاريخ ، يقول في نقل خطبة عمر : « وأنّ علياً والزبير ومن تخلّفوا عنّا في بيت فاطمة » ، ويقول الإمام عليّ عليهالسلام في نهج البلاغة الخطبة ٣ ( الشقشقية ) : « فرأيت أنّ الصبر علىٰ هاتا أحجىٰ ».
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٢٤.
(٣) أنساب الأشراف ٢ : ٧٧٣ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ : ١٢٦.
(٤) أنساب الأشراف ٢ : ٧٦٦ ، السقيفة وفدك : ٤٤ ( يقول أبو بكر : إنّ بيعتي كانت فلتة ).
(٥) الإمامة والسياسة : ٢٨ ـ ٢٩.