وأضربكم بسيفي ما ملكته يدي ، وأقاتلكم بأهل بيتي ومن أطاعني من قومي ، فلا أفعل ، وأيمُ الله لو أنّ الجنّ اجتمعت لكم مع الإنس ما بايعتكم حتى اُعرض على ربّي ، وأعلم ما حسابي.
فلما أتى أبو بكر بذلك قال له عمر : لا تدعه حتى يبايع ، فقال له بشير بن سعد : إنّه قد لجّ وأبى ، وليس بمبايعكم حتى يُقتل ، وليس بمقتولٍ حتى يقتل معه ولده وأهل بيته وطائفة من عشيرته ؛ فاتركوه فليس تركه بضارّكم ، إنّما هو رجلٌ واحد ، فتركوه وقبلوا مشورة بشير بن سعد واستنصحوه لما بدا لهم منه.
فكان سعد لا يصلّي بصلاتهم ، ولا يجمع معهم ويحجّ ، ولا يفيض معهم بإفاضتهم ، فلم يزل كذلك حتى هلك أبو بكر رحمهالله.
* * *