تحصد (٧٠) شخصاً من رؤوس الشرك (١). واستشهد في تلك المعركة (١٤) من المسلمين ، كان منهم (٨) من الأنصار (٢). ولم تُطوَ صفحة معركة بدرٍ حتى بدت معالم معركة أُحد ، وتمكّن المسلمون من قتل (٢٣) من المشركين ، ولكنّ تهاون بعض المسلمين ممّن كانوا على تلّ « عينين » أدّىٰ إلى شهادة (٧٠) من المسلمين (٣). وهكذا كانت محطات التأريخ تشهد في كلّ فترةٍ معركةً كبرى ، غزوةً كانت أم سرية. وفي السنة الخامسة للهجرة (٤) أعاد أعداء الإسلام كافة قواهم وإمكاناتهم ، فجنّدوا عشرة آلاف مقاتلٍ ليقضوا على الإسلام ، فحاصروا المدينة ( موطن الأنصار ) ، وهيمن الخوف والفزع على المدينة ، وانجلت غبرة معركة الخندق ( الاحزاب ) بانتصار الإسلام ، وذلك بفضل بطولات الإمام عليٍّ عليهالسلام وشجاعته ، وضربته التاريخية التي أردت بطل العرب عمرو بن عبدود صريعاً.
وكان للعاصفة والمطر الشديدين كامل الأثر في تزلزل قلوب الأعداء ، فاضطرّوا إلى فكّ الحصار عن المدينة (٥).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٥ ـ ٤٦.
(٢) الكامل في التاريخ ١ : ٥٣٩.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٨.
(٤) الكامل في التاريخ ١ : ٥٦٨.
(٥) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٥٠.