قوموا فبايعوا أبا بكر ... فقام عثمان ومن معه (١).
٢ ـ ويروي الجوهري : أنّ أبا سفيان قال لمّا بويع عثمان : كان هذا الأمر في تيم ، وأنّىٰ لتيمٍ هذا الأمر ؟ ثم صار إلى عَديٍّ فأبعد وأبعد ، ثم رجعت إلى منازلها واستقر الأمر قراره فتلقّفوها (٢) إنّها واضحة الدلالة غنية عن البيان.
وهنا يطرح هذا السؤال : إذا كان الأمر هكذا فلماذا لم يبايع أبو سفيان أبا بكر منذ البداية ؟ ولماذا ذهب إلى عليّ عليهالسلام ليقول : أما والله لئن شئت لأملأنَّها على أبي فصيل ( يعني أبا بكر ) خيلاً ورجلاً ! (٣).
إنّ البعض ربما يرىٰ ذلك ناشئاً عن النعرة العصبية القبلية ، وأن أبا سفيان قال ذلك نتيجةً لما يعيشه من فكرٍ قبلي (٤).
وهذا الرأي وإن كان ممّا يقبل التوجيه بادئ ذي بدء ، لكنّ الحقيقة شيء آخر ، فأبو سفيان من دُهاة بني اُمية ، ويروم أهدافاً بعيدة المدىٰ يقيناً ، من هنا يقوىٰ احتمال أن يكون مقصودة بعض اُمور :
الأوّل : المطالبة بامتيازاتٍ من خلال مخالفته لبيعة أبي بكر.
الثاني : جرّ عليٍّ عليهالسلام لحربٍ مسلّحةٍ مع أبي بكر ، وبذلك سيكون
__________________
(١) الإمامة والسياسة : ٢٨ ، السقيفة وفدك : ٦٠.
(٢) السقيفة وفدك : ٣٧.
(٣) السقيفة وفدك : ٣٧ ، تاريخ الطبري ٣ : ٢٠٩.
(٤) كتاب « عبدالله بن سبأ » للعلاّمة العسكري ١ : ١٥١.