وضُرب عليهم الذل ، فدخلوا الإسلام كارهين ، في حين كانت أحلام الزعامة لا تزال تعشعش في نفوسهم.
وكانت هذه المجموعة على علمٍ لا يخالطه الشك في أنّها لن تتمكّن من تحقيق مآربها وأحلامها في ظلّ وجود النبي صلىاللهعليهوآله ، فليس أمامها سوىٰ التخطيط لما بعد رحيله ، ولكنّها لم تكن تمتلك رصيداً إسلامياً بين المسلمين ، فليس بوسعها السيطرة على الحكم بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله مباشرةً ، فعليها أن تضع برنامجاً طويل الأمد لما يدور في خُلدها ، وهو ما حصل بالفعل كما يشهد التاريخ ، وليست هذه مجرد دعوىٰ، فهناك من الشواهد الكثيرة التي تدلّ على ذلك ، وهي كالآتي :
١ ـ ذكر الدينوري والجوهري (١) في وقتٍ كان البعض قد بايع أبابكر في السقيفة : « اجتمعت بنو اُمية إلى عثمان بن عفان » وكانوا يرون خلافته. وهذا شاهد مهمّ يعبّر عمّا كان يصبو اليه بنو اُمية ، فقد جعلوا عثمان واجهة ، لما كان يتمتع به من تاريخٍ يجعله يختلف عن بقية أبناء هذه الاُسرة ، فهو ـ كما يرون ـ أفضل فردٍ لهذا الأمر في تلك الظروف ، رغم أننا نعتقد بأن هذا ليس بكائن ، وإنّما هو أقرب إلى المناورة السياسية التي تمهّد لهم الأرضية ، ويشهد على ذلك : أن عمر حينما رأى اجتماع بني اُمية توجّه إليهم قائلاً : ما لي أراكم ملتائين ،
__________________
(١) الإمامة والسياسة : ٢٨ ، السقيفة وفدك : ٦٠.