هذا بالإضافة إلى وجود أدلةٍ بيّنةٍ تثبت أنّ النبي لم يأمر أبا بكر أو عمر بما ذكر ؛ وذلك :
أولاً : أنّ هؤلاء كانوا قد اُمروا بالخروج مع جيش اُسامة ، وليس هناك ما يدلّ على استثناء أبي بكرٍ من مرافقة الجيش ، بل العكس ، فإنّ هناك رواياتٍ صريحةً دلّت على أنّ أبا بكر وعمر و ... كان عليهم الالتحاق بجيش اُسامة (١) ، فكيف يأمر النبي صلىاللهعليهوآله أبا بكر بالصلاة بالناس في وقتٍ يؤكّد على الأمر بالخروج ؟!
وثانياً : تشير بعض روايات أهل السنّة إلى أنّ النبي قال : مُروا أبابكر أن يصلي بالناس ، ولكن عائشة كانت تقول : إنّ أبا بكر رجل رقيق ، وإنّه متىٰ يقوم مقامك لا يطيق ! فقال النبي صلىاللهعليهوآله : مُروا أبا بكر يصلّي بالناس ، فذهب أبو بكر للصلاة فخرج النبي صلىاللهعليهوآله يهادىٰ بين رجلين ( ذكرت بعض الروايات أن الرجلين هما : علي عليهالسلام والفضل بن العباس ) ، فلمّا دنا من أبي بكر تأخر أبو بكر ، فقعد رسول الله صلىاللهعليهوآله وصلّىٰ إلى جنب أبي بكر ، فكان يصلّي بصلاة النبي صلىاللهعليهوآله ، وكان الناس يصلّون بصلاة أبي بكر (٢). فإذا كان النبي صلىاللهعليهوآله قد أمر أبا بكر بالصلاة بالناس فلماذا يخرج النبي إلى المسجد ليصلّي جالساً في وقتٍ قد
__________________
(١) الطبقات الكبرىٰ ١ : ١٩٠ و ٢٤٩ ، السقيفة وفدك ٧٤ و ٧٥ ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ١١٣ ، الكامل في التاريخ ٢ : ٥.
(٢) تاريخ الطبري ٣ : ١٩٧ ، عن عائشة.