دار من حديث ؟ وأين آلت الاُمور ؟ قضايا سيعرضها هذا الكتاب بشكل تفصيلي.
ورغم الأهمية البالغة لهذه الواقعة ، واستقطابها لتوجّه الكثير من المؤرخين إلاّ أنّ أغلب المحدّثين اقتصروا على نقل جوانب منها ، وهذا لا يعني عدم عرضها بدقةٍ ، وتفصيلٍ من قبل البعض الآخر ، وذلك من قبيل أبي مخنف ، فقد ألّف كتاباً في السقيفة (١) ، ولكنّ الذي وصلنا منه هو ما نقله الطبري في تاريخه فقط.
إنّنا نحاول في هذا الكتاب دراسة رواية أبي مخنف حول السقيفة ، والتي تمتاز بأهمية بالغة ، متوخّين الدّقة والإنصاف وذلك من خلال التعريف بأبي مخنف ـ والذي يعدّ من أعاظم محدِّثي تاريخ العهد الإسلامي وأدقهم ـ ونسعى عبر اعتماد النظرة المعمّقة لهذه الحادثة ، وإلفات نظر القارئ المحترم للنصوص التاريخية الموثّقة وذكر المصادر المتنوعة ، والابتعاد عن أي تحليلٍ منحازٍ لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة.
وقد حاول المصنّف رغم اعترافه بقلة بضاعته الاعتماد على مصادر السقيفة الموثقة مهما أمكن وعرض الآراء الموافقة والمخالفة ، ونقدها ، لاثبات الرأي المختار ؛ على أمل أن يكون هذا المنهج المتّبع قد فتح آفاقاً جديدةً في التاريخ ، يمكن أن يطلق عليها التاريخ
__________________
(١) رجال النجاشي : ٣٠٢.