علىٰ الأوضاع ، وكان هذا يتمّ من خلال بعض زوجات النبي كعائشة بنت أبي بكر وحفصة بنت عمر.
فقد نقل أهل السنّة رواياتٍ عديدةً أنّ النبي قال لبعض أزواجه في لحظاته الأخيرة : « إنّكنّ صواحب يوسف » (١).
لقد شبّهن بالنسوة اللواتي ابتلي بهنّ يوسف. وينقل الطبري في موضعٍ آخر : أنّ النبي صلىاللهعليهوآله قال : ابعثوا إلى علي فادعوه. وقالت حفصة : لو بعثت إلى عمر. فاجتمعوا عنده جميعاً ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : انصرفوا ، فإن تلك لي حاجة أبعث إليكم (٢).
إنّ هذه الأحاديث خير شاهدٍ علىٰ هذه الدعوىٰ ، لأنها تكشف عن هؤلاء الذين حاولوا إبراز أنفسهم والتظاهر بأنّهم من المقرَّبين للنبي ، وذلك من خلال التسابق والحضور عنده صلىاللهعليهوآله ، فلعلّه يقول لهم ما يريد أن يقوله لعليٍّ عليهالسلام أمامهم ، فبعض الأحاديث وإن لم تصرِّح
__________________
(١) تاريخ الطبري ٣ : ١٩٧ ، أنساب الأشراف ٢ : ٧٣١ ـ ٧٣٢ و ٧٣٥ ، الإمامة والسياسة : ٢٠ دلائل النبوة ٧ : ١٨٦ ـ ١٨٨ ، الإرشاد ١ : ١٨٣ ، ( يقول الشيخ المفيد في ذلك : حين سمع كلامهما ورأى حرص كلّ واحدةٍ منهما على التنويه بأبيها وافتتانهما بذلك ورسول الله صلىاللهعليهوآله حي قال : « اكففن فإنّكنّ كصويحبات يوسف ». ولكن عموم روايات أهل السنّة ذكرت أنّ عائشة لم تكن تميل إلى إمامة أبي بكر للصلاة حينما أمره النبي ، إلاَّ أنّ النبي أصرّ على أبي بكر ). ومن الواضح أنّ أكثر هذه الروايات وردت عن طريق عائشة.
(٢) تاريخ الطبري ٣ : ١٩٦ ، الإرشاد ١ : ١٨٥.