باسم عليٍّ عليهالسلام ، واشتملت على عبارات من قبيل ، « ادعوا لي حبيبي أو خليلي » (١) ، إلاّ أنّها تشترك في التأكيد علىٰ إعراض النبي صلىاللهعليهوآله عن هؤلاء ، أو أمرهم بالانصراف. فالنبي وإن لم يقل : أخبروا علياً ليأتي ، بل يذكر تعبيراً آخر ، ولكن لم يكونوا هم المقصودين من كلامه قطعاً. وعلى أي حال فتسابق هؤلاء أمرٌ مهم يدلّ علىٰ محاولاتهم الواسعة حتى في بيت النبي صلىاللهعليهوآله ؛ لإقصاء علي عليهالسلام والسيطرة على الحكم.
٥ ـ من المحاولات الاُخرى لهذه المجموعة : ما قام به عمر ومن حوله من الحيلولة دون كتابة النبي صلىاللهعليهوآله كتاباً كي لا يضلّوا من بعده.
فلقد كان عمر يدرك دون شكٍّ ما يهدف إليه النبي في كتابه وهو التأكيد علىٰ خلافة الإمام علي عليهالسلام ، وعلىٰ هذا الأساس حال دون ذلك ، ولم يكن يأبه من نسبة الهجر إلى النبي صلىاللهعليهوآله .
لقد أوردت المصادر التاريخية والحديثية العديد من الأحاديث التي ترتبط بكتاب النبي صلىاللهعليهوآله ، مشيرةً إلى ما نسب إليه صلىاللهعليهوآله من الهجر. وقد صرح بعضها بقائل هذه الكلمة وهو عمر (٢) ، ولم يشر بعضها الآخر إلى القائل ، ولكنها اكتفت بالقول : قالوا : إنّ رسول الله يهجر (٣).
__________________
(١) الإمامة والسياسة : ٢٠.
(٢) السقيفة وفدك : ٧٣ ، الطبقات الكبرىٰ ١ : ٢٤٣ ـ ٢٤٤ ، الإرشاد ١ : ١٨٤.
(٣) الطبقات الكبرىٰ ١ : ٢٤٢ ـ ٢٤٣ ، أنساب الأشراف ٢ : ٧٣٨ ، تاريخ الطبري ٣ : ١٩٢.