وأضجره ، وقال : إليكم عنّي (١).
وفي بعضها « وتكلم عمر بن الخطاب فرفضه النبي » (٢).
ثم قال البعض للنبي : ألا نأتيك بدواةٍ وكتفٍ يا رسول الله ؟ فقال : « أبعد الذي قلتم ، لا. ولكنّي اُوصيكم بأهل بيتي خيراً » (٣).
وليس من الخفيّ سبب امتناع النبي صلىاللهعليهوآله عن الكتابة بعد ما قاله عمر ، فهو حتى إذا قام بالكتابة فسيزيد عليها اُولئك الذين تجرّؤوا عليه صلىاللهعليهوآله ، وينسبون إليه صلىاللهعليهوآله ما يحلو لهم ممّا يسقط الكتاب من الاعتبار عملياً.
وقد ذهب بعض المتعصبين (٤) إلى القول بأن مقصود النبي من الكتابة التأكيد على خلافة أبي بكر ، وهي دعوىٰ مضحكة. فليس هناك رواية تعرّضت للكتابة تدلّ على ذلك ولو علىٰ نحو الإشارة ، بل العكس ، فإنّ سياق الروايات والشواهد والقرائن التي تحيط بها تخالف ذلك تماماً.
فعمر الذي يفنىٰ في أبي بكر ، وقد بذل كلّ ما بوسعه ليتسنّم أبو
__________________
(١) أنساب الأشراف ٢ : ٧٣٨.
(٢) الطبقات الكبرىٰ ١ : ٢٤٣ ـ ٢٤٤ ، السقيفة وفدك : ٧٣ « فالنبي إذن أول رافضيٍّ بناءً على هذا المعنىٰ ».
(٣) الإرشاد ١ : ١٨٤.
(٤) البداية والنهاية ٥ : ٢٧١.