وهذه هى حروف المد لانها تكون حينئذ فى حقيقتها امتداد لأصوات الحركات الثلاث الضمة والفتحة والكسرة قال الخليل (رض) : الياء والواو والألف والهمزة هوائية فى حيز واحد لانها لا يتعلق بها شىء.
واذا اسكنت وانفتح ما قبلها كثوب وسيف وقيام سمّيت حروف لين لخروجها بلين من غير كلفة لاتساع مخرجها وهو جوف الحلق والفم وانه متى اتسع انتشر الصوت وامتد ولان واذا ضاق انضغط فيه الصوت وصلب وكل حرف مسا ولمخرجه ولا يتعداه الاّ هى ـ اى حروف المد ـ ولذلك قبلت الزيادة ونسبت الى الجوف لأنه آخر انقطاع مخرجها.
وتسمى بجملتها بالحروف الهوائية والجوفية وهى أحد قسمى حروف الهجاء والأخرى يقال لها الحروف الصحيحة وهى ما سواها وأصل هذه الحروف الثلاثة هى حروف العلة لكن لما كان طرو عوامل عارضة على نحو ما تقدم الاشارة اليه صارفا لذواتها الى مسمّيات اخرى تغيّرت وانسلخت عما كانت عليه قال الخليل :
وانما نسبن الى الجوف لانه آخر انقطاع مخرجهن انتهى.
وليس لهن حيّز وهى بالصوت أشبه ويتميزن عنه بتصعّد الألف وتسفل الياء واعتراض الواو ولو تحركت الواو والياء او سكنتا ولم يجانسهما ما قبلهما من الحروف فانه يصير لهما حيّز محقق ومن ثم كان لهما مخرجان وهذه غيرها حينئذ قال الجزرى فى كتابه النشر فى القراءات العشر : امكنهن عند الجمهور الألف » (١)
( المخرج الثانى )
( أقصى الحلق ) أى أبعده مما يلى الصدر وفيه حرفان :
( الهمزة والهاء ) فقيل على مرتبة واحدة وقيل : الهمزة أوّل وقيل عكس ذلك وقال اللويمى بتقديم الهمزة على الهاء ثم الألف بعدها فى المخرج.
__________________
(١) ج ١ ص ٢٠٤.