اطلاع عثمان على قواعد العربية والخط (١).
وقد عبر عنها السيد البروجردى فى تفسيره : بالاغلاط العثمانية (٢) وزاد الفقيه الهمدانى فى مصباحه بقوله : كانت المصاحف العثمانية عارية عن الاعراب والنقط مع ما فيها من التباس بعض الكلمات ببعض بحسب رسم خطه كملك ومالك ولذا اشتهر عنهم ان كلا منهم كان يخطئ الآخر ولا يجوز الرجوع الى الآخر انتهى (٣).
أقول : والخط الذى كتب ولا زال يكتب القرآن به انما كان ثمرة مراحل متعاقبة الى نهاية القرن الثالث الهجرى حيث بلغ ذروته فى الاتقان والجودة والحسن فالرسم القرآنى المتداول لا يمت الى الرسم العثمانى بصلة الا فى السقطات والهفوات والاغلاط ودعوى توقيفية خط المصحف العثمانى وتعبديتها وحرمة احداث ادنى كشطة تستلزم تعرية القرآن من النقط والحركات وتدوينه بالخط الكوفى الأول وهو باطل قطعا لم يلتزم به أشد متزمتى تلك الفرية وذلك البهتان العظيم واذ اتم تغيير الخط القرآنى فالواجب ايضا ازالة ما وصم به من الاغلاط لأنه حط لقداسته وتعمد لتحريفه وطعن فى اعجازه وكماله وشموخه وعظمته.
ونحن سنستطرد ذكر قواعد ذلك الرسم حسبما زعم للعلم بها وللوقوف على هجانة دعواها ومخالفتها لصريح ما ثبت القطع به من قواعد اللغة ومسائلها.
اعلم ان الناقلين لها قد حصروها فى ست قواعد وهى :
الحذف والزيادة والهمز والبدل والفصل والوصل وما فيه قراءتان فقد قرء على أحدهما :
__________________
(١) الانوار النعمانية ج ٢ ص ٣٦١.
(٢) تفسير الصراط المستقيم ج ٣ ص ١١٣ ط بيروت.
(٣) مصباح الفقيه ج ٢ ص ٢٧٤ ط. ايران.