وكيف كان فتخفيف الهمزة يقع على أربع صور :
( الصورة الأولى ) النقل ، وهو : أن تلقى حركة الهمزة على الساكن الواقع قبلها فيتحرك بحركتها وتسقط هى من اللفظ ، وذلك اذا كان الساكن غير حرف مدّ ولين ، وكان آخر كلمة والهمزة أول كلمة أخرى.
وتفصيل الكلام فى هذه الصّورة يقع فى ايضاح حالات الساكن الواقع قبلها ، وقد اتضح فيما حصر انّ له ثلاث حالات :
( الحالة الأولى ) أن يكون الساكن تنوينا ، نحو : « من شىء الا » ونحوه.
( الحالة الثانية ) أن يكون الساكن لام المعرّف ، نحو « الأرض » ونحوه.
( الحالة الثالثة ) أن يكون الساكن غير حرف مدّ ولين وكان كلمة من سائر حروف المعجم نحو قوله : « من استبرق » و « من آمن » و « تعالوا أتل » و « اذكر اسماعيل » و « قالت أوّلهم ».
( الصورة الثانية ) الابدال ، وهو : أن تبدل الهمزة الساكنة حرف مدّ من جنس حركة ما قبلها فتبدّل ألفا بعد الفتح ، نحو : « وأمر أهلك » وواوا بعد الضمّ ، نحو : « يؤمنون » وياءً بعد الكسر ، نحو : « جئت » وبه يقرأ أبو عمرو.
وسواء كانت الهمزة فاء أم عينا أم لاما الا أن يكون سكونها جزما نحو « ننسأها » أو بناءً نحو « أرجئه » أو يكون ترك الهمزة فيه أثقل ، ونحو « تؤوى اليك » أو يوقع فى الالتباس وهو « رءيا » فى سورة مريم ، فان تحركت فلا خلاف عنه فى التحقيق ، نحو : « يؤدّه » وغير ذلك ، ويلحق بذلك فى الابدال الهمزة اذا تحرّكت فان كانت مفتوحة وما قبلها مكسورا أبدلتها ياءً نحو « انّ شانئك » والتحقيق أشهر وان كان ما قبلها مضموما ، وهى مفتوحة أبدلتها واوا نحو « لؤلؤ » وان كانت هى مضمومة وما قبلها مفتوح جعلتها ما بين الهمزة والواو نحو « رءوف » و « برءوسكم » الا أن تكون صورتها ياءً نحو « سنقرئك » و « أأنبئكم » فانك تبدلها ياءً مضمومة ، وان كانت هى مكسورة وما قبلها مفتوح جعلتها بين الهمزة والياء