« أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ » ( يونس ـ ٣٨ ).
« إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ » ( البقرة ـ ٢٣ ـ ٢٤ )
قال امين الاسلام الطبرسى فى ذيل الآية الأخيرة : ( ولن ) فى قوله ( لن تفعلوا ) تنفى على التأبيد فى المستقبل وفيه دلالة على صحة نبوة نبينا صلىاللهعليهوآله لانه يتضمن الاخبار عن حالهم فى مستقبل الأوقات بأنهم لا يأتون بمثله فوافق المخبر عنه الخبر.
أقول : لا يخفى على ذوى النباهة والفطنة ان الاعجاز اللفظى والبيانى يكون من اهم دواعى واسس الاعجاز التشريعى والعلمى وذلك لان الحفاظ على الاهداف والمثل والمبادئ السامية بشكل ثابت ورصين ومحكم ودائم يعتمد فى جوهره ضرورة الحفاظ على الأصل اللفظى وصيانته بقالبه الدلالى والبيانى كهيئته الاولى إذ أن كل كشطة او تصحيف أو تغيير ولو في هيئة لفظية مفردة تسبب قلب الكثير من المفاهيم وايجاد حالة من انعدام التوازن الاشارى والبيانى التى تم قصد التدليل عليها بالمادة اللفظية والعبارة الصورية فى أصل الانشاء وهو أمر بديهى لا غبار عليه.
ثم ان الباعث على خوار القدرة البشرية وامتناعها عن مجاراة القرآن بصورة تماثله او هيئة تشاكله او قالب يماكسه هو كون الفاظه ومادته الصورية منعكسة عن مرآة القدرة والعلم المطلقين الالهيين والاحاطة التامة باسرار التكوين والخلق والابداع والايجاد وأنى للانسان هذه القدرة؟!!
ومما يقطع به ان الالفاظ وضعت فى الاصل والغرض للتدليل عما يختمر فى الفكر ويدور فى الخلد والبال وكلما تشارفت وتسامت تلك العقلية والمخيلة