في الفضاء الخارجي أو احترقت قبل وصولها إلى الأرض. وهو ما كاد يحصل لإحدى المركبات الفضائية منذ سنوات عند ما تعطلت لبعض الوقت الأجهزة التي توجّهها نحو الفتحة أو الباب الذي يجب أن تدخل من خلاله في الغلاف الجوي الأرضي. وقد ظل العلماء يومئذ يحبسون أنفاسهم مع الرواد الثلاثة الذين كانوا على متنها إلى أن يسّر لهم المولى سبل ولوج الباب الذي نفذوا منه بمركبتهم سالمين إلى الأرض. ولقد وصف علماء الفلك عودة رواد الفضاء من القمر إلى الأرض بما ترجمته كالآتي (١) : « في يوم الخميس من ٢٤ تموز سنة ١٩٦٩ وفي الساعة ١٧ و ٢٠ دقيقة ألقى رواد الفضاء من حمولتهم ودخلوا في الغلاف الجوي الأرضي بسرعة ١١ كلم في الثانية من خلال ممرّ ارتفاعه ٦٥ كلم ، فإن دخلوا من ممرّ أعلى ارتدّوا وعادوا إلى الفضاء الخارجي ، وإن دخلوا من ممرّ أسفل من الممر المحدّد كان حريقهم وموتهم ».
والجدير بالذكر أن المسار الذي سلكه الإنسان وآلته في النفاذ من الأرض إلى الفضاء هو طريق متعرج وليس مستقيما ، وهنا نلاحظ الإعجاز العلمي القرآني في كلمة « يعرجون » أي يصعدون بصورة متعرّجة ، ونفهم لما ذا أسمى المولى سورة من كتابه « بالمعارج » ، ولما ذا وصف نفسه « بذي المعارج » أي برب السماء ذات الطرقات المتعرجة : ( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ. لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ. مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ ) ( المعارج : ١ ـ ٣ ).
وفي كلمة أخيرة نقول : إن ما اكتشفه الإنسان من أبواب وطرائق في السماء ، ما هو إلا القليل. أما يوم القيامة فستفتح جميع أبواب السماء ، من قوله تعالى : ( وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً ) ( النبأ : ١٩ ).
__________________
(١) Frantisek Link. La Lune. Que Sais – Je Presses Universitaires de France, p. ١٢١.