هي المجرات ، وهذا القالب يتوسع في مجال يخلقه لنفسه كما ينتفخ قالب الحلوى في الفرن (١).
ولقد أجاب هذا العالم عن سؤال طرح عليه عن نظرية توسّع الكون وهل هي حقيقة علمية فأجاب : نستطيع القول اليوم إن توسّع الكون هو شبه مؤكد ( quasi ـ certain ).
إضافة إلى ذلك يقول علماء الفلك إن انفجار الكتلة الغازيّة الأولى وتوسّع الكون المستمر الذي نشأ من هذا الانفجار هو السبب المنطقي الذي يشرح الظلمة الحالكة في الكون الذي هو شبه خال بالرغم من ملايين المليارات من النجوم التي تسبح فيه. كما أن الانفجار الكبير وتوسّع الكون هو السبب في انتشار الضوء بعد أن كان محبوسا داخل الكتلة الغازيّة الأولى ، ولا يستطيع الإفلات منها بحكم قوة الجاذبية الكامنة فيها. ونقرأ في كتاب الله الكريم ما يشرح ذلك بكلمات :
( أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها. رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها ) ( النازعات : ٢٧ ، ٢٨ ). وقد بيّن علم الكونية اليوم أن بناء السماء وتسويتها كان بفعل رفع سماكة الكون أي بتوسّعه الناتج عن الانفجار الكبير.
( وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها ) ( النازعات : ٢٩ ). كان الكون حتى ثلاثمائة ألف سنة من بدء نشأته شديد الظلمة.
وبعد ثلاثمائة ألف سنة من بدء نشأة الكون ظهر الضوء وذلك عند ما استطاعت جزيئات الضوء ( Photons ) التي يتكون منها أن تترك الكتلة الكونية البدائية التي كانت محصورة فيها ، وذلك بعد أن تغلبت قوة الدفع الناتجة عن الانفجار الذي حصل في الكتلة البدائية للكون على قوة الجاذبية الكامنة فيها والتي كانت تمسك بجزئيات الضوء وتمنعه من الظهور والانتشار. فالضوء لم يظهر إلا بعد ثلاثمائة ألف سنة من بدء نشأة الكون ، وبفعل الانفجار
__________________
(١) « Notre Univers s’etend comme Gonfle dans le four un podding aux raisins dans un espase qu’il cree lui meme ».
راجع : Hubert Reeves. Patience dans L’Azur. Seuil; p. ٣٣.