وكانت عطارة لآل الرسول. فأمرها زوجها يوماً فأنترته ، فأمسى وهو ساخط عليها. فلما عرفت أنه ساخط عليها ، لطمت وجهها وعفّرت خدّها وبكت بكاءاً شديداً ورجفت نفسها مخافة رب العالمين وخوفاً من نار جهنّم يوم وضع الموازين.
قلم تذق تلك الليلة نوماً وكانت أطول عليها من يوم الحساب لسخط زوجها عليها وما أوجب الله عليها من الحق.
ولمّا كانت هذه القصة طويلة اقتطفنا منها بعض الفقرات رعاية للإختصار :
قال : فلمّا أصبح الصباح تبرقعت وأخذت على رأسها رداء وخرجت سائرة إلى دار رسول الله صلىاللهعليهوآله فلمّا وصلت أنشأت تنادي : ألسلام عليكم يا آل بيت النبوة ومعدن العلم والرسالة ومختلف الملائكة أتأذنوا لي بالدخول عليكم ، رحمكم الله.
فسمعت أمّ سلمة كلامها فعرفتها فقالت لجاريتها : أخرجي فافتحي لها الباب ، ففتحه لها فدخلت.
فقالت أم سلمة : ما شأنك يا حولاء ؟ وكانت من أحسن أهل زمانها.
فقالت : يا ستّي خائفة من عذاب ربّ العالمين ، غضب زوجي علي فخشيت أن أكون مبغضة.
فقالت لها أم سلمة : اقعدي لا تبرحي حتى يجى رسول الله صلىاللهعليهوآله.