وهو حيٌّ موجود يعيش في رعاية اللّه ، وغائب عن الأبصار الى يوم عيّنه اللّه ، ليظهره بقدرته الباهرة وإرادته القاهرة على كل الأديان وجميع الأماكن والبلدان ، فيملأها قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً (١).
وهذه العقيدة المقدّسة ثابتة بالدليل القطعي الفاصل والبرهان العلمي الكامل ، كما يأتي بيانه.
فلا مجال للتشكيك في أصل ولادته ، كما يبدو من بعض المغرضين (٢).
ولا وجه لاستبعاد طول عمره الشريف أو غيبته ، كما قد يتساءل عنه البعض الآخرين.
ولا موجب لتردد في كيفية إقامة دولته أو غلبته قبال هذه الأسلحة العصرية ، كما قد يلوح في أذهان بعض من الشباب.
يدلنا على ذلك ويكشف لنا ما هنالك دراسة الفصول الآتية ، التي نبيّنها تباعاً ونوضّحها إشباعاً؛ مستدلّين فيها ومثبتين لها بعون اللّه تعالى بدليل :
الآيات القرآنية الزاهرة؛
والأحاديث المعصوميّة المتواترة؛
والإدراكات الوجدانية المتناصرة.
بحيث يتجسّد منها أن هذه العقيدة العصماء ، حقيقة ثابتة إسلامية ، وممتدة من الرسالة الالهية ، لا تنفك عن الدين وشريعة سيد المرسلين صلوات اللّه عليه وآله الطاهرين.
__________________
(١) وهذا وارد أيضاً في أحاديث الفريقين المذكورة في مثل كمال الدين من كتب الخاصة وينابيع المودة من كتب العامة ، تلاحظ نقل نصوصها في منتخب الأثر : ص ٢٤٧ ـ ٢٥٠ ؛ نحيل القارئ الكريم اليه رعاية للاختصار.
(٢) الخطوط العريضة : ص ١٦. الشيعة وأهل السنة : ص ٥٦.