العظيم».
(قال :) فنَسَخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده. فلما كان اليوم السادس عدنا اليه وهو يجود بنفسه ، فقيل له : من وصيك من بعدك؟
فقال : للّه أمر هو بالغة ، وقضى.
فهذا آخر كلام سمع منه ، رضياللهعنه وأرضاه (١).
ثم توفي رضوان اللّه تعالى عليه حميداً سعيداً ، وكانت وفاته في النصف من شعبان سنة ٣٢٩ هجرية.
ودفن في بغداد في مزاره المعروف اليوم ، قرب قبر الشيخ الكليني قدسسره الذي هو على شاطئ دجلة عند الجسر العتيق.
ولا يخفى أن قوله عليهالسلام في هذا التوقيع الشريف : «ولا توص الى أحدٍ فيقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامّة» ، بيان إنتهاء النيابة الخاصة. فلا يصح دعواها من أحد ، ولا يحق إدّعاؤها لشخص بالغاً ما بلغ.
ثم ينبغي الإلفات هنا الى معنى قوله عليهالسلام : «الا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر».
وكيف تستقيم التشرفات الكثيرة التي حصلت لكثير من الصلحاء الأخيار والعلماء الأبرار؟
الجواب : يحتمل في معنى الفقرة الشريفة معان :
١ ـ أن تكون المشاهدة ـ بقرينة وقوعها في توقيع نائبه رضوان اللّه عليه ـ بمعنى هكذا مشاهدة نيابيّة ، يعني المشاهدة مع النيابة الخاصة عنه والباب اليه عليهالسلام؛ كما ادعاها زمرة من الأفراد حبّاً للرئاسة ومتابعةً للأهواء والأغراض
__________________
(١) الغيبة (لشيخ الطائفة) : ص ٢٤٢. كمال الدين : ص ٥١٦ ب ٤٥ ح ٤٤. الاحتجاج : ج ٢ ص ٢٩٧.