ابن أبي غانم القزويني وجماعة من الشيعة في الخَلَف؛ فذكر ابن ابي غانم أن أبا محمد عليهالسلام مضى ولا خَلَف له.
ثم إنهم كتبوا في ذلك كتاباً وأنفذوه الى الناحية ، وأعلموه بما تشاجروا فيه.
فورد جواب كتابهم بخطّه عليه وعلى آبائه السلام :
«بسم اللّه الرحمن الرحيم
عافانا اللّه وإياكم من الضلالة والفتن ، ووهب لنا ولكم روح اليقين ، وأجارنا واياكم من سوء المنقلب (١) ، أنه أنهي الى ارتياب جماعة منكم في الدين وما دخلهم من الشك والحيرة في ولاة امورهم ، فغمّنا ذلك لكم لا لنا وساءنا فيكم لا فينا ، لأن اللّه معنا ولا فاقة بنا الى غيره ، والحق معنا فلن يوحشنا من قعد عنا ، ونحن صنائع ربنا والخلق بَعدُ صنائعنا (٢).
__________________
(١) دعاء بالعافية عما يسلب سلامة الدين كالضلالة والفتنة ، وإعطاء روح اليقين وراحته ، والإجارة من سوء العاقبة.
وهو دعاءٌ لنا ونعم الدعاء ، وأما من المعصوم عليهالسلام فهو بنحو «إياك أعني واسمعي يا جارة». فقد صيغت نفوسهم المقدسة من معدن القدس والجلال ، وخلقوا من نور الله تعالى الذي لم يطفأ ولا يطفأُ أبداً ، وجُعلوا أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً فلا سبيل للضلالة وسوء المنقلب فيهم أبداً.
(٢) جاء قريبٌ من هذا التعبير الشريف في كلام جدّه أمير المؤمنين عليهالسلام في : نهج البلاغة : قسم الكتب ، الكتاب رقم ٢٨ ، الذي هو من المحاسن الكتب جاء فيه : «فانّا صنائعُ ربِّنا ، والناسُ بعدُ صنائعُ لنا».
قال عنه ابن ابي الحديد في : شرح النهج : ج ١٥ ص ١٩٤ : «هذا كلام عظيم ، عالٍ على الكلام ، ومعناه عالٍ على المعاني».
الصنع والصنيع والصنعة واحد وهو الاحسان (مجمع البحرين : ص ٣٨٤).
واصطنعتك لنفسي اي اصطفيتك لمحبتي ورسالتي وكلامي (كنز الدقائق : ج ٨ ص ٣١٥).