يا هؤلاء ، مالكم في الريب تترددون وفي الحيرة تنعكسون. أو ما سمعتم اللّه عز وجل يقول : (يا أيُّها الذينَ آمنوا اطيعوُا اللّهَ واطيعوُا الرَّسولَ واُولي الأمرِ منكُم) (١)؟
أوَما علمتم ما جاءت به الآثار مما يكون ويحدث في أئمتكم عن الماضين والباقين منهم عليهمالسلام؟
أوَما رأيتم كيف جعل اللّه لكم معاقل تأوون اليها وأعلاماً تهتدون بها ، من لدن آدم عليهالسلام الى ان ظهر الماضي عليهالسلام (٢). كلما غاب عَلَمٌ بدا عَلَم ، واذا أفل نجم طلع نجم.
فلما قبضه اللّه اليه ظننتم أن اللّه تعالى أبطل دينه وقطع السبب بينه وبين خلقه (٣)؟
كلّا! ما كان ذلك ولا يكون حتى تقوم الساعة ويظهر أمر اللّه سبحانه وهم كارهون ، وإن الماضي عليهالسلام مضى سعيداً فقيداً على منهاج آبائه عليهمالسلام حذو النعل
__________________
ولعل معنى الجملة الشريفة :
(نحن صنائعُ ربنا) اي نحن الذين اختارنا الله تعالى واصطفانا ، فنحن مستغنون بالله عمن سواه.
(والناس بعدُ صنائعنا) اي ان الناس مختارون لنا فنحن الواسطة بينهم وبين ربهم ، وهم المحتاجون إلينا ، فلا يستغني الخلق عنهم عليهمالسلام بل يلزمهم الرجوع إليهم.
قال في : منهاج البراعة : ج ١٩ ص ١١٧ : «وأفاد عليهالسلام بكلامه : «والناس صنائع لنا» أنهم عليهمالسلام وسائط فيض الله تعالى بين الله المتعال وبين عباده ، وبقوله : «إنا صنائع ربّنا» أنه لا واسطة بينهم وبين الله تعالى».
(١) سورة النساء : الآية ٥٩.
(٢) هو الامام الحسن العسكري عليهالسلام.
(٣) اي فلما استشهد الامام العسكري عليهالسلام ظننتم انه بطل دين الله بانقطاع حججه وانقطاع سلسلة أوصياء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وظننتم أنه انقطع السبب بين الله وبين خلقه. فالامام هو السبب المتصل بين الأرض وبين السماء.