وسأل عن الرجل ، يزور قبور الأئمة عليهمالسلام؛ هل يجوز ان يسجد على القبر أم لا؟ وهل يجوز لمن صلى عند بعض قبورهم عليهمالسلام ان يقوم وراء القبر ويجعل القبر قبلة ويقوم عند رأسه ورجليه؟ وهل يجوز أن يتقدم القبر ويصلي ويجعل القبر خلفه أم لا؟
فاجاب :
__________________
«السجود على الارض فريضة وعلى الخُمرة سنة».(الكافي : ج ٣ ص ٣٣١ ح ٤).
ومن العامة ، مثل الحديث النبوي الشريف :
«جعلت لي الارض مسجداً وطهورا». (صحيح مسلم : ج ١ كتاب المساجد رقم الحديث ٥٢١).
وأما الفضيلة ، فلأن أرض كربلاء الحسين عليهالسلام أرض مقدسة مشرفة ، لها كرامتها وعظمتها.
ففي متواتر حديث الرسول الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم والعترة الطاهرة عليهمالسلام ورد أتم فضلها وفضيلتها.
ويكفي في ذلك حديث الامام السجاد عليهالسلام :
«إتّخذ الله أرض كربلا حرماً اَمناً مباركاً قبل أن يخلق الله أرض الكعبة ويتخذها حرماً بأربعة وعشرين ألف عام ، وأنه اذا زلزل الله تبارك وتعالى الأرض وسيّرها ، رفعت كما هي بتربتها نورانية صافية. فجعلت في أفضل روضة من رياض الجنة ، وأفضل مسكن في الجنة ؛ لا يسكنها الا النبيون والمرسلون ، أو قال أولوا العزم من الرسل. فانها لتزهر بين رياض الجنة كما يزهر الكوكب الدريّ بين الكواكب لأهل الأرض. يغشى نورها أبصارها أهل الجنة جميعاً ، وهي تنادي : أنا أرض الله المقدسة الطيبة المباركة التي تضمّنت سيّد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة». (كامل الزيارات : ص ٢٦٨ ب ٨٨ ح ٥) وعليه تكون التربة الحسينية من معالي بقاع الأرض ، ومفاضل محل السجود في الصلاة.
هذا الى جانب ما في السجود عليها من الكرامة بالخصوص.
ففي حديث معاوية بن عمار : كان لأبي عبدالله (الصادق) عليهالسلام خريطة ديباج صفراء فيها تربة ابي عبد الله عليهالسلام فكان اذا حضرته الصلاة صبّه على سجّادته وسجد عليه ، ثم قال :
«إن السجود على تربة أبي عبدالله عليهالسلام يخرق الحجب السبع». (الوسائل : ج ٣ ص ٦٠٨ ب ١٦ ح ٣).
وفي الحديث الصادقي الآخر : «السجود على طين قبر الحسين عليهالسلام ينوّر الى الأرضين السبعة». (الوسائل : ج ٣ ص ٦٠٧ ب ١٦ ح ١).
وفي حديث الارشاد ، قال : كان الصادق عليهالسلام لا يسجد الا على تربة الحسين عليهالسلام ، تذللاً لله واستكانة اليه. (الوسائل : ج ٣ ص ٦٠٨ ب ١٦ ح ٤).