وبني عمّنا (١) ، فاعلم أنّه ليس بين اللّه عزَّ وجلَّ وبين أحد قرابة ، ومن أنكرني فليس منّي وسبيله سبيل ابن نوح عليهالسلام (٢).
أمّا سبيل عمّي جعفر وولده ، فسبيل إخوة يوسف عليهالسلام (٣).
__________________
(١) ينبئ هذا عن سؤال إسحاق بن يعقوب عن بني عمومة الامام المهدي عليهالسلام ، كأولاد عمّه جعفر أو بعض ابناء الأئمة عليهمالسلام المنكرين لامامة الامام المنتظر عليهالسلام ما هو حكمهم وشأنهم.
(٢) ففي حديث ابن ابي يعفور ، قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام :
«ثلاثة لا ينظر الله اليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : من ادّعى إمامةً من الله ليست له ، ومن جحد إماماً من الله ، ومن زعم أن لهما في الاسلام نصيب. (الكافي ج ١ ص ٣٧٤ ح ١٢).
فمن أنكر إمامة أحدهم عليهمالسلام لم يكن من الله في شيء ولم تنفعه حتى القرابة القريبة كقرابة ابن النبي نوح من أبيه ، حيث قال فيه الله تعالى : (إنّهُ ليسَ مِن أهلِكَ إنّهُ عَملٌ غيرُ صالح). (سورة هود : الآية ٤٦).
فنفى الله تعالى أهليّته لكفره وعصيانه ، وكذلك من أنكر الامام المهدي عليهالسلام من قرابة ، فانه مثل ابن نوح في كفره وعصيانه.
فالقريب منه عليهالسلام هو من قربته طاعة الله وإن بَعُدت لُحمته ، والبعيد منه هو من بعّدته معصية الله وإن قُربت لُحمته.
(٣) احتمل في التشبيه وجوه :
الاول : أنه يلزم الكفّ عن الكلام في جعفر وولده لأنهم من أولاد الأئمة عليهمالسلام كما يلزم الكف عن الكلام في اخوة يوسف الذين كانوا من اولاد الانبياء عليهمالسلام ، فحسابهم على آبائهم فما لهم أو عليهم.
الثاني : انهم تابوه مثل اخوى يوسف الذين تابوا عن فعلتهم فقال لهم يوسف فيما اقتصّه الله تعالى (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين). [سورة يوسف : الآية ٩٢] ففارقوا الدنيا سعداء.
الثالث : انه دفعٌ لاستبعاد صدور الذنب وركوب المعصية ، فانهم كاخوة يوسف الذين ركبوا الذنب العظيم بالرغم من أن أباهم كان من الانبياء.[لا المختار من كلمات الامام المهدي عليهالسلام : ج ١ ص ٢٨٢ ].