هذه القصيدة في هذا الكتاب ليحظى بقراءتها المؤمنون الاطياب ، وهي مطابقةً لكتاب المختار (١) كما يلي :
طوايا نظامي في الزمان لها نشرُ (٢) |
|
يعطِّرها من طيب ذكراكم نَشرُ |
قصائدُ ما خابت لهنَّ مقاصدُ |
|
بواطنُها حمدٌ ظواهرُها شُكرُ |
مطالعُها تحكي النجومَ طوالِعاً |
|
فأخلاقُها زُهرٌ وأنوارُها زَهرُ |
عرائسُ تجلى حين تُجلي قلوبنا |
|
أكاليلها دُرٌّ وتيجانُها تبرُ |
حِسانٌ لها حَسّانُ بالفضل شاهدٌ |
|
على وجهها تِبرّ يُزان بها التبرُ |
اُنظّمها نظم اللآلي وأسهر الليا |
|
لي ليُحيى لي بها وبكم ذِكرُ |
فيا ساكني أرضَ الطفوفِ عليكم |
|
سلامُ محبٍّ مالَهُ عنكُم صَبرُ |
نشرتُ دواوين الثنا بعدَ طيِّها |
|
وفي كلّ طرس من مديحي لكم سَطرُ |
فطابَقَ شِعرِي فيكُمُ دَمعَ ناظِري |
|
فَمُبيَضُّ ذا نظمٌ ومُحمَرُّ ذا نَثرُ |
فلا تَتهموني بالسلُوّ فإنّما |
|
مواعيد سلواني وَحقِّكُم حَشرُ |
فَذُلّي بكم عِزُّ وفَقري بِكم غنىً |
|
وعسري بكم يُسرٌ وكَسري بكم جَبرُ |
تَرقّ بروق السُحب لي من ديارِكُم |
|
فينهلّ من دمعي لبارِقه القَطرُ |
فعيناي كالخنساء (٣) تجري دموعها |
|
وقلبي شديدٌ في محبّتِكم صخرُ |
وقفتُ على الدار الّتي كنتُم بها |
|
فمغناكُمُ من بَعد معناكُم قَفرُ (٤) |
وقد دَرَسَت منها الدروسُ وطالما |
|
بها دُرِسَ العِلمُ الإلهي والذكرُ |
وسالت عليها من دموعي سحائبٌ |
|
إلى أن تروّى البان بالدمع والسِّدرُ |
__________________
(١) المختار من كلمات الامام المهدي عليهالسلام : ج ١ ص ٤٢١.
(٢) هكذا في : الغدير ، لكن في : المنتخب : ج ٢ ص ٣٥٢ : نثر.
(٣) الخنساء بنت عمرو بن الحارث ، له رثاء لأخيها من أبيها صخر ، وقد قتله بنو أسد.
(٤) صححت كما في : المنتخب : ٣٥٢ ، وفي الأصل : فقر.