لذلك اُمرنا أن ندعوا بأن يرزقنا اللّه تعالى ذلك ، والرزق يكون في النعم.
ففي الدعاء الشريف من حرز الامام زين العابدين عليهالسلام : «وارزقني رؤية قائم آل محمد» (١).
والطريق الى نعمة التشرف ورؤية صاحب الشرف الامام الحجة عليهالسلام ، هو الطريق الذي بيّنه هو وأرشد اليه سلام اللّه عليه في توقيعه المبارك الى شيخ الشيعة المفيد اعلى اللّه مقامه في حديث الاحتجاج (٢) في قوله :
«ولو أن أشياعنا ـ وفقهم اللّه لطاعته ـ على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم ، لما تأخّر عنهم الُيمن بلقائنا ، ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا ، على حق المعرفة وصدقها منهم بنا.
فما يحبسنا عنهم الا ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم ...».
ويظهر من هذا التوقيع الشريف بوضوح بكلمة واحدة أن طريق التشرف بخدمته ورؤيته ، ووصول المؤمنين اليه هو الوفاء بعهد اللّه علينا ، والعزم على ذلك بقلوبنا.
فما هو هذا الوفاء؟
الجواب : أن الوفاء بعهد اللّه تعالى يلزم أن يستفاد من أدلة الوفاء المذكورة في لسان الشرع ، في مثل :
قوله تعالى : (الذينَ ينقُضُونَ عهدَ اللّهِ من بعدِ ميثاقِهِ) (٣).
قوله تعالى : (وأوفُوا بعهدي اُوفِ بعهدِكم) (٤).
__________________
(١) مهج الدعوات : ص ٢٤.
(٢) الاحتجاج : ح ٢ ص ٣٢٥.
(٣) سورة البقرة : الآية ٢٧.
(٤) سورة البقرة : الآية ٤١.