الى اليأس عند الملايين من المؤمنين الماضين والحاضرين ، ممن لم يكونوا قريبي العصر مع وقت الظهور. فلم تحصل لهم ولم ينالوا حالة الانتظار مع تلك الأهمية الفائقة لها التي بيّنتها الأحاديث المتظافرة مثل :
١ ـ حديث ابي بصير عن الامام الصادق عليهالسلام أنّه قال ذات يوم :
«ألا اُخبركم بما لا يقبل اللّه عزَّ وجلَّ من العباد عملاً إلّا به؟
فقلت : بلى.
فقال : شهادة أن لا إله إلّا اللّه ، وأنَّ محمّداً عبده [ورسوله] ، والاقرار بما أمر اللّه ، والولاية لنا (يعني الأئمّة خاصّة) ، والبراءة من أعدائنا والتسليم لهم ، والورع والاجتهاد والطمأنينة ، والانتظار للقائم عليهالسلام.
ثمَّ قال : إنَّ لنا دولةً يجيء اللّه بها إذا شاء.
ثمَّ قال : من سرَّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق ، وهو منتظر. فان مات وقام القائم بعده ، كان له من الأجر مثل أجر من أدركه. فجدّوا وانتظروا (١) هنيئاً لكم أيّتها العصابة المرحومة» (٢).
٢ ـ حديث ابي الجارود ، عن الامام الباقر عليهالسلام. قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : يا ابن رسول اللّه ، هَل تعرف مودتي لكم وانقطاعي إليكم وموالاتي إيّاكم؟
قال : فقال :
«نعم. قال : فقلت : فإني أسألك مسألة تجيبني فيها ، فإنِّي مكفوف البصر ، قليل المشي ، ولا أستطيع زيارتكم كلَّ حين.
قال : هات حاجتك.
__________________
(١) في بعض النسخ «فجدوا تعطوا ، هنيئاً هنيئاً».
(٢) الغيبة (للشيخ النعماني) : ص ٢٠٠ ب ١١ ح ١٦.