وهذا الانتظار الشريف يوجب إصلاح النفس وقابلية الشخص ، بل درجات الفضل والكمال.
كما نلاحظه وجداناً فيمن اتصف به حقيقةً من المؤمنين المنتظرين الذين حازوا الكرامات ونالوا المكرمات.
ثالثاً : حكمة الامتحان واختبار الخلق.
كيف يكون تصديق الناس وتسليمهم لظهور الامام المهدي عليهالسلام الذي لم يعرفوا وقته ، ولم يعلموا زمانه.
وكيف يكون ثُباتهم وصبرهم على أمرٍ لم يطّلعوا على حين تحققه.
فيُمتحنون به (أحسبَ الناسُ أن يُتركوا أن يقولوا آمنّا وهُم لا يُفتَنون ولقد فتنّا الذين من قبلِهم فَلَيعلمَنَّ اللّه الذين صدقوا ولَيَعلمَنَّ الكاذبين) (١).
وعند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان ، وبه يتبيّن الحال وحقائق الرجال.
فالحكمة البالغة إذن تقتضي خفاء زمان الظهور وعدم توقيته.
لكن قلنا : أن للظهور علائمه التي تُعلن عن بشارة تحققه ، وقد ورد ذكرها في الأحاديث المباركة.
وقد قُسّمت هذه العلائم الى أقسام ثلاثة :
القسم الأول : العلائم العامة التي تحدث في زمان غيبة الامام المهدي عليهالسلام.
القسم الثاني : العلائم التي تحدث قبل ظهور الامام المهدي عليهالسلام بسنوات
غير كثيرة.
القسم الثالث : العلائم التي هي قريبة من الظهور ، في سنتها أو قبلها.
والقسم الثالث هذا على نوعين : المحتومة وغير المحتومة.
__________________
(١) سورة العنكبوت : الآية ٣.