باللّه واصبروا.
إنَّ الأرض للّه يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتّقين. لا تعاجلوا الأمر قبل بلوغه فتندموا ، ولا يطولنَّ عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم».
وقال عليهالسلام : «الآخذ بأمرنا معنا غداً في حظيرة القدس ، والمنتظر لأمرنا كالمتشحّط بدمه في سبيل اللّه» (١).
فنلاحظ وتعرف من خلال هذه الاحاديث الشريفة أن انتظار الفرج الالهي من الأسس الدينية التي جعلها رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أفضل أعمال اُمته.
إذ به فاز الاسلام منذ بدءه ، حينما لم يكن الا هو صلىاللهعليهوآلهوسلم وابن عمه عليهالسلام وناصراه سيدنا أبو طالب والسيدة خديجة.
وبه دام الاسلام ببركة جهاد وجهود اوصياءه وعترته.
وبه يظهر الاسلام على الدين كله والكون جميعه بظهور مُصلحه وصاحبه.
فانتظار الفرج الحقيقي هي العُدّة والعَدد والحفاظ في قبال الصدمات والكوارث والمخططات ، التي يريد بها الاعداء أن يطفئوا نور اللّه : (ويأبى اللّه الا أن يتم نوره ولو كره المشركون).
لذلك يحق أن يكون إنتظار الفرج وعدم اليأس هو الأصل الاصيل لبقاء العقيدة الاسلامية الخالصة ، المتجسدة في ظهور الامام المهدي عليهالسلام ودولته الحقّة.
ثانياً : ما في انتظاره عليهالسلام من التهيؤ لمقدمه الشريف واصلاح النفس لقدومه المبارك (٢).
__________________
(١) البحار : ج ٥٢ ص ١٢٢ ب ٢٢ ح ٧.
(٢) ظهور حضرت مهدي عليهالسلام. : ص ٢٠٣.