السرور ، والجحيم الى النعيم ، والظلم الى العدل ، والجهل الى العلم ، والفساد الى الصلاح ، والضعف الى القوّة ، والذبول الى النضارة ، ويكون فيها كل الخيرات والخيرات كلها.
وما أجمل ما جاء من وصفها في الحديث :
«وفي أيام دولته تطيب الدنيا واهلها» (١).
طيباً لا كدر فيه ، وصلاحاً لا فساد فيه ، وسَعداً لا نحس فيه.
فهي الحَريّة بأن يكون عصرها أفضل العصور ، عصر النور ، عصر العلم ، عصر القدرة ، عصر السعادة ، عصر السلامة ، عصر المعجزات ، عصر الخير وخير عصر.
وفي الحديث :
«يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ونوراً» (٢).
كل ذلك ببركة دولة الامام المهدي عليهالسلام في قيادته الالهية الحكيمة. تلك القيادة التي يهيمن بها من عاصمته العصماء على جميع الاماكن والأرجاء؛ هيمنةً تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته.
ففي حديث أبي بصير ، قال : قال أبو عبداللّه عليهالسلام :
«إنه إذا تناهت الاُمور إلى صاحب هذا الأمر ، رفع اللّه تبارك وتعالى له كلَّ منخفض من الأرض ، وخفّض له كلَّ مرتفع حتّى تكون الدُّنيا عنده بمنزلة راحته ، فأيّكم لو كانت في راحته شعرة لم يبصرها» (٣).
__________________
(١) المهدي : ص ٢٢٦.
(٢) الغيبة (للنعماني) : ص ٢٣٧.
(٣) البحار : ج ٥٢ ص ٣٢٨ ب ٢٧ ح ٤٦.