وفي الحديث الآخر :
«إن الدنيا تمتثل للامام مثل فلقة الجوز فلا يعزب عنه منها شيء ، وانه يتناولها من اطرافها كما يتناول احدكم من فوق مائدته ما يشاء» (١).
وفي الحديث العلوي قال :
«قد أعطانا ربّنا عزّ وجلّ علمنا للاسم الأعظم الّذي لو شئنا خرقت السماوات والأرض والجنّة والنّار ، ونعرج به إلى السماء ونهبط به الأرض ، ونغرّب ونشرّق ، وننتهي به إلى العرش فنجلس (٢) عليه بين يدي اللّه عزّ وجلّ ، ويطيعنا كلّ شيء ، حتّى السماوات والأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدّوابّ والبحار والجنّة والنار؛ أعطانا اللّه ذلك كلّه بالاسم الاعظم الّذي علّمنا وخصّنا به.
ومع هذا كلّه نأكل ونشرب ونمشي في الأسواق ، ونعمل هذه الاشياء بأمر ربّنا ، ونحن عباد اللّه المكرمون الّذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون» (٣).
فقيادة هذه الدولة ، يمدها رب الأرض والسماء بأفضل ما كان يمدّ به الاولياء في ولايتهم التكوينية وقدرتهم الربّانية.
ولا شك أن اللّه تعالى قادر على كل شيء ، وتنفذ قدرته في كل شيء.
وَهَب يسيراً من قدرته لسليمان بن داود عليهماالسلام ، فسخّر بها المخلوقات.
وأعطى حرفاً من إسمه الأعظم لآصف بن برخياء فأتى بعرش بلقيس من سبأ بلمح البصر.
__________________
(١) الاختصاص : ص ٢١٧.
(٢) هذا كناية عن شدة قربهم المعنوي وعظم منزلتهم عند الله ، أو كناية عن احاطتهم العلمية بامور السماوات والارضين بافاضة الله تعالى اياهم أو قدرتهم بها ومطاعيتهم عندها.
(٣) البحار : ج ٢٦ ص ٧ ب ١٣ ح ١.